هل ترغب بالتعرّف على أوائل المهاجرين العرب إلى أميركا؟ تعالَ معنا في رحلة شيّقة عبر أثير الإنترنت لنتجوّل في أروقة المتحف العربي الأميركي القومي، المتحف الأول في العالم لعرض تاريخ العرب في أميركا الذي يوثق هجرة العرب إلى الولايات المتحدة الأميركية.
سنتعرّف على المهاجرين الأوائل الذين قدموا إلى أميركا وكلهم طموح لتحقيق الحلم الأميركي فحوّلوا غربتهم إلى منارة نجاح، وإلهام للأجيال القادمة.

يقع المتحف في مدينة ديربورن إحدى مدن ولاية ميشيغان، تأسّس في العام 2005 وهو أحد المتاحف القومية التابعة لمؤسّسة سميثسونيان Smithsonian Institution التي تموّلها وتديرها الحكومة الأميركية. وهو من المتاحف التي تسلط الضوء على التنوّع في المجتمع الأميركي. أما عن مقتنيات المتحف، فقد جُمعت من خلال الاتصال بقدماء المهاجرين وأسرهم، إذ تبرع الكثيرون منهم بمقتنيات نادرة ورثوها عن أجدادهم، ووثائق مهمة للتعريف بتاريخ الهجرة العربية إلى أميركا.

يضم المتحف قاعات مخصّصة لعرض إنجازات المهاجرين العلمية والتاريخية في مجالات الطب والزراعة والقانون والفنون والعمارة، وقد خصّصت إحدى القاعات لتوثيق مرحلة القدوم إلى أميركا وكيف بدأ المهاجرون حياتهم فيها.
بدأت الهجرة إلى أميركا مع بداية تجارة الرقيق، وتشير الوثائق إلى أن أول المهاجرين العرب وصل إلى أميركا الشمالية في العام 1528 كان من المغرب. وقد عمل آنذاك في الترجمة والاستكشاف. ويذكر ازدياد عدد المهاجرين خلال الفترة المعروفة باسم الهجرة الكبرى التي امتدت من العام 1880 الى العام 1924، وكان أغلب المهاجرين مما كان يُعرف باسم بلاد الشام التي تضم كلا من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين في الوقت الحاضر. أغلب المهاجرين في تلك الحقبة كانوا من المسيحيين واستوطنوا في نيويورك وبوسطن، وبيتسبرغ وديترويت، حيث كانوا يعملون في البيع والغزل والنسيج والصناعات الناشئة ومنها صناعة السيارات. أما عن الموجة الثانية من المهاجرين العرب فقد بدأت في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهذه الهجرة كانت أكثر تنوعًا وبشكل ملحوظ، فقد شملت مهاجرين من عدد أكبر من الدول العربية. فبالإضافة إلى سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، جاء مهاجرون من دول مثل العراق ومصر واليمن وكانوا من المسيحيين والمسلمين وقد تلقى أغلبهم تعليمًا عاليًا فقد كانوا يقطنون المناطق الحضرية في بلدانهم. وقد شهدت هذه الفترة قدوم العديد من الطلاب للدراسة في أميركا ومنهم من حصل على وظائف دفعتهم للبقاء والاستقرار في أميركا.
المتحف يوثق حقبات الهجرة التي تزامنت مع أحداث مهمة في المنطقة العربية ومنها الحرب الأهلية في لبنان، فيعرض ممتلكات اللاجئين والمهاجرين في العام 1975.
ومن الطريف أنك ستجد في هذا المتحف قصة العرب الأميركيين من اللبنانيين الناجين من غرق السفينة تايتانيك فقد كان بين المسافرين على متنها 154 راكبًا لبنانيًا، نجا منهم 29 راكبًا وتوفي الآخرون.

يجد زوّار المتحف ما يلهم الشباب المهاجرين ليسيروا على آثار المهاجرين ممن تركوا بصمة مميزة في المجتمع الأميركي. فقد وثق المتحف المهاجرين المتميزين. ومن بينهم الأديب جبران خليل جبران، والعالم أحمد زويل، والصحفية هيلين توماس، والسياسي رالف نادر، ولاعب كرة السلة روني صيقلي، وكايسي قاسم، وغيرهم الكثير.
يمكنك التعرّف على محتويات المتحف عن طريق زيارة أقسامه عبر الموقع الإلكتروني للمتحف، يتيح موقع المتحف على الإنترنت جولة افتراضية للزوّار في أروقة المتحف.