قد لا يتمكن الأميركيون من الاقتراع في انتخابات الولايات والانتخابات الفدرالية قبل بلوغهم سن 18 سنة، ولكن مَن هم دون ذلك السن، يعرفون أنه ليس أبدًا من السابق لأوانه المشاركة في العملية الديمقراطية.

يقول كوين رايشارد من فرجينيا، وهو ما زال دون سن 18 سنة “إن من هم تحت العشرين ينخرطون في الجهود السياسية في جميع أنحاء أميركا حتى قبل بلوغهم سن الاقتراع. لماذا؟ لأنهم يدركون أنهم جزء من قادة الجيل القادم.”

يبدو أن تزايد المشاركة السياسية للشباب أصبح هو “الوضع الطبيعي الجديد” في الولايات المتحدة. فقد شهدت الانتخابات الرئاسية في الأعوام 2004 و2008 و2012 معدلات مشاركة بلغت حوالى 50 بالمئة من الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة، مقارنة بنسبة 37 بالمئة في العام 1996 و41 بالمئة في العام 2000.

متطوعات تحت سن العشرين يجبن على المكالمات الهاتفية في حملة ميت رومني العام 2012 (© AP Images)

يؤكد كريس لاجيوا، مدرِّس مادة الحكم في المرحلة الثانوية، أن الشباب تحت العشرين يستطيعون، حتى قبل وصولهم إلى سن التصويت، أن يصبحوا ناشطين سياسيًا من خلال معرفة عدد من القضايا.

ويعتقد أنهم “يحتاجون لإجراء أبحاثهم، ويحتاجون إلى معرفة المواقف السياسية للمرشحين حول قضايا متعددة، واستخدام مصادر متعددة.”

التحق جيريمي غانيون، وهو طالب في المدرسة الثانوية يبلغ من العمر 16 سنة من مريلاند،  بصف التربية المدنية ليتعرّف على المزيد عن نظام الحكومة.

ويقول غانيون، “إن ما تعلمته لا يقتصر فقط على الأسس التي تقوم عليها الحكومة الأميركية، إنما تعلمت أيضًا وجهات النظر والآراء الأيديولوجية/والسياسية، والحملات الانتخابية والآلاف من الوسائل والأساليب التي تستطيع حكومتنا من خلالها أن تؤثر على حياتنا، ونستطيع نحن أن نؤثر بها على الحكومة.”

يخطط غانيون للتطوّع لدعم مرشح سياسي محلي. ويقول آخرون ممن هم تحت سن العشرين، مثل كايل سيمز، الطالب في المرحلة الثانوية، إنك لا تحتاج سوى للوصول إلى الإنترنت من أجل العثور على الفرص.

ويعلّق سيمز حول السباق على رئاسة البلدية المحلية في منطقته فيقول، “هل تريد أن تساهم في سباق رئاسة البلدية؟ تفقد المواقع الإلكترونية للمرشحين، ولن تواجه أية مشكلة في التوصل إلى معلومات حول التطوع في أية حملة.”

الأميركيون قادرون على الانخراط، ويشاركون فعليًا في العمل السياسي قبل أن يصلوا إلى سن الاقتراع، وهو 18 سنة (© AP Images)

ويشير شاب آخر تحت سن العشرين، يُعرِّف نفسه باسم جوزيف أ، وهو يساهم في الكتابة بمجلة على الانترنت، إلى أن معرفة القضايا من خلال القراءة وحضور الدروس والتطوّع، ما هي سوى بعض الطرق التي يستطيع الشباب تحت العشرين استخدامها من أجل المشاركة في الحياة السياسية. فإنهم يستطيعون حضور التجمعات السياسية أو حتى تنظيم تجمّعات خاصة بهم، وهذا يتوقف على ما يريدون تغييره.

ويستطرد قائلًا، “يمكنك أيضًا الاتصال بعضو في الكونغرس أو عضو في مجلس الشيوخ للتعبير عما يثير قلقك أو أي أمر آخر.”

يؤكد سيمز أن من هم تحت العشرين حاليًا سوف يتولون إدارة أميركا في يوم من الأيام، ويشجِّع زملاءه على المشاركة الآن– وعدم الانتظار حتى سن 18 سنة عندما يصبحون قادرين على التصويت.

ويضيف، “قوموا ببعض الواجبات المنزلية. اختاروا مساندة جانب معيّن. اكتشفوا أصواتكم. هناك الكثير من التغييرات التي ينبغي على حكومتنا إجراؤها، لذا لا تفوتوا فرصتكم في المشاركة.”