حرب بوتين تدفع أسعار الغذاء العالمية إلى ارتفاع صاروخي

Woman looking at dead farm animals (© Celestino Arce/NurPhoto/Getty Images)
مزارعة في خاركيف بأوكرانيا تعاين الماشية النافقة بعد قصف عسكري روسي. لقد أدت حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تدمير المزارع في أوكرانيا، مما أدى إلى موجات من الصدمة عبر أسواق الغذاء العالمية. (© Celestino Arce/NurPhoto/Getty Images)

تساهم حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا في ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتهديد الإمدادات الغذائية في جميع أنحاء العالم. ففي أوكرانيا، دمرت القوات الروسية المزارع، وقصفت المستودعات، ودمرت الحقول، واستولت على الجرارات وغيرها من المعدات اللازمة للتحصينات، وفقا لما ذكرته التقارير الإخبارية.

وقد أجبرت الألغام الأرضية الأوكرانيين على التخلي عن مزارعهم، كما أن الحصار الذي تفرضه البحرية الروسية على موانئ البحر الأسود الأوكرانية يحد من الصادرات.

ونتيجة لذلك، فإن الأسعار العالمية للسلع الغذائية آخذة في الارتفاع بشكل كبير، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو). وفي آذار/مارس، وصلت أسعار المواد الغذائية إلى مستويات قياسية جديدة “وذلك ناتج إلى حد كبير للحرب في أوكرانيا”، حسبما ذكرت منظمة الأغذية والزراعة في 8 نيسان/إبريل.

وأضافت منظمة الأغذية والزراعة: “أن صدمات الحرب في منطقة البحر الأسود تردد صداها في عموم أسواق الحبوب الأساسية والزيوت النباتية”، مشيرة إلى أن أسعار الذرة واللحوم وغيرها من السلع الأساسية آخذة في الارتفاع أيضا.

أعلاه تغريدة صادرة عن غرفة أخبار منظمة الأغذية والزراعة تقول: بلغت الأسعار العالمية للسلع الغذائية أعلى مستوياتها على الإطلاق في شهر آذار/مارس، حيث تردد صدى صدمات الحرب في أوكرانيا في عموم الأسواق. وبلغ متوسط مؤشر أسعار الأغذية لمنظمة الأغذية والزراعة 159.3 نقطة في آذار/مارس، بزيادة قدرها 12.6 في المئة عن شباط/فبراير 2022، وارتفع بنسبة 33.6 في المئة عما كان عليه في آذار/مارس 2021.

تشتهر أوكرانيا بأنها سلة الغذاء في أوروبا، إذ إن 70 في المئة من مساحة أراضيها أراض زراعية وهي مصدر رئيسي للمنتجات. تنتج أوكرانيا حوالى 10 في المئة من القمح في العالم و15 في المئة من الإمدادات العالمية من الذرة، وهي المصدر الرئيسي في العالم لزيت بذور دوار الشمس. يقول الخبراء إن جميع هذه السلع قد تعطلت بشدة بسبب غزو الكرملين الأخير لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير.

تتزايد أسعار الخبز في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا، بما في ذلك مصر وإثيوبيا ولبنان، والتي تعتمد جميعها بشكل كبير على أوكرانيا في الحصول على القمح.

Women and men sitting and standing on barren ground with distributed food (© Claire Nevill/WFP)
في العام 2021، كان الناس في منطقة عفار بإثيوبيا يتلقون مواد غذائية من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة. إثيوبيا من بين الدول الأفريقية التي تعتمد بشكل كبير على القمح من أوكرانيا. (© Claire Nevill/WFP)

لقد أدت الصدمات التي تعرضت لها إمدادات زيت بذور دوار الشمس إلى زيادة بنسبة 23٪ في أسعار الزيوت النباتية وساهمت في ارتفاع بنسبة 40٪ في سعر زيت النخيل الذي يشيع استخدامه في الطهو في إندونيسيا.

وفي شرق إفريقيا، حيث يتسبب الجفاف والحرب الأهلية في إثيوبيا في انتشار الجوع على نطاق واسع، تهدد الحرب في أوكرانيا بزيادة تكلفة القمح والسلع الأساسية الأخرى، حسبما قال مسؤول في منظمة ’ميرسي كور‘ (Mercy Corps) الإنسانية لصحيفة نيويورك تايمز.

يقول أولكسندر كيريشيشين، وهو مزارع في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، إن الجيش الروسي يمنع الزراعة في موسم الربيع، مما يشير إلى مزيد من الاضطرابات في الإمدادات الغذائية. وقال كيريشيشين لصحيفة التايمز “لا أعرف ما إذا كنتُ سأستطيع أن أزرع. فقد أخبرونا أن كل سيارة تخرج إلى الحقل سيتم إطلاق النار عليها.”