يتفق علماء المناخ بالإجماع تقريبًا، على أن الغلاف الجوي للأرض يزداد سخونة. وهذه السخونة المتزايدة سوف تؤثر خلال السنوات المقبلة على طريقة عيش الناس في جميع أنحاء العالم.
حتى لو كنت تعرف المعلومات الأساسية حول المسائل المتعلقة بتغير المناخ، غير أنه يمكنك أن تستفيد من صقل هذه المعلومات.
لماذا يتغيّر المناخ؟
الضوء المنبعث من الشمس الذي يمر عبر غلافنا الجوي ويصل إلى كوكب الأرض، يشع عائدًا إلى الفضاء كحرارة. بعض الغازات الموجودة في الغلاف الجوي تحبس تلك الحرارة أثناء عودتها وترفع درجة حرارة الطبقة السفلية من الغلاف الجوي وسطح الأرض.
وأحد تلك الغازات هو ثاني أكسيد الكربون، الذي ترتفع مستوياته نتيجة الأحداث الطبيعية كالتنفس والانفجارات البركانية، ولكن أيضًا بسبب النشاطات البشرية كقطع الغابات وحرق الوقود الأحفوري. ووفقًا لوكالة الفضاء الأميركية ناسا، ساهم البشر في زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنسبة الثلث خلال الـ200 سنة الماضية.
يشكل هذا الأمر مشكلة حقيقية لأنه كلما ازدادت كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، كلما ازدادت الحرارة المشعّة المحتبسة في الغلاف الجوي، مما يجعل كوكب الأرض أكثر سخونة. وهذا ما يُسمى بظاهرة الاحتباس الحراري.

الطقس والمناخ: إنهما ليسا الشيء نفسه
قد يكون من الصعب الإحساس بتغير المناخ على مدى سنوات عديدة بسبب طريقة تغيّر الطقس من يوم لآخر. فبعض الأيام تكون درجة الحرارة أشد سخونة وبعضها الآخر أكثر برودة. ولكن ينبغي علينا ألا نخلط بين الطقس والمناخ.
عندما يتحدث الناس عن الطقس، فإنهم يشيرون بذلك إلى تقلبات الأحوال الجوية من يوم إلى يوم ومن ساعة إلى ساعة. إذ ترتفع أو تنخفض درجة الحرارة والرطوبة وهطول الأمطار بصورة متواصلة تبعًا للموقع والموسم.
وعندما يتحدث الناس عن المناخ، فإنهم يتحدثون بذلك عن الطريقة التي يسلكها الجو من سنة إلى سنة أو- بصورة شائعة أكثر- خلال عقود أو قرون في مكان معين. فالمناخ يصف الأنماط الطويلة الأمد، وهذه الأنماط تُظهر أن كوكب الأرض يزداد سخونة.
ما الذي يعنيه تغيُّر المناخ بالنسبة لك؟
طبقًا لما تقوله اللجنة الحكومية الدولية حول تغيّر المناخ، فقد حدثت بالفعل تغيرات كبيرة ترتبت عليها تبعات مزعجة نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض. وبصفة خاصة تمثلت في ما بدأنا نشاهده بالفعل، وسنواصل توقع حدوثه:
- المزيد من حالات الطقس الحادة: فتغير المناخ سيؤدي إلى مزيد من الفيضانات، وزيادة العواصف الخطيرة وحرائق الغابات في معظم أرجاء العالم. وهذه التغيرات الحادة في أحوال الطقس ستؤدي إلى إلحاق أضرار خطيرة بمرافق البنية الأساسية المهمة مثل الطرق، وشبكات الكهرباء وشبكات الاتصالات، وشبكات المياه والصرف الصحي.
- ارتفاع مستوى سطح البحر: فالمجتمعات الساحلية، التي يعيش فيها نصف سكان العالم ستعاني من التآكل، وزيادة الفيضانات، وعلى المدى الطويل ستتعرض للغرق تمامًا.
- ازدياد شح المياه، وتناقص الأمن الغذائي: فتغيرات المناخ في العالم ستؤثر على توفر المياه النقية في العالم كله، مما يترتب عليه عواقب خطيرة على سكان المناطق الريفية والحضرية. وقد بدأ المزارعون بالفعل يشهدون تغيرات أثرت على ناتج المحاصيل الزراعية، وبالقطع سيحتاجون إلى استراتيجيات جديدة ذكية لتتناسب مع تغيرات المناخ.
وخلصت اللجنة الحكومية الدولية إلى أن تلك الآثار ستزداد مع تزايد الارتفاع في درجات الحرارة في العالم. غير أننا بتخفيض نسبة كبيرة من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الوقت الراهن، ما زال بإمكاننا أن نتجنب أسوأ العواقب المترتبة على تزايد حرارة كوكب الأرض.
التطلع باتجاه الحلول
على الرغم من أن وقائع تغير المناخ تثير الإحباط، فما زالت هناك فرص مهمة للإعداد لمواجهتها وتخفيف تأثيراتها إلى أدنى حد ممكن. يقدم شركاء المناخ أمثلة حول الطرق التي تتبعها بعض المجتمعات الأهلية والشركات والأفراد للحد من التلوث. (يمكنك أيضًا متابعة شركاء المناخ على تويتر).