
حينما سمعت والدة هدى هرماسي عبر الإذاعة عن منحة دراسية تتيح للطلاب التونسيين الدراسة في الولايات المتحدة مجانًا لمدة عام، لم تخبر ابنتها عمدًا. شعرت الأم بأن هدى، التي كانت تواقة للذهاب إلى الولايات المتحدة، لا تزال صغيرة.
لكن أستاذها في مادة اللغة الإنجليزية علم أيضًا ببرنامج توماس جيفرسون للمنح الدراسية فأخبرها قائلا، “يجب أن تكوني واحدة من هؤلاء العلماء”.
والآن، بعد دراسة إدارة الشبكات في كلية كيركوود المجتمعية في سيدار رابيدز، بولاية أيوا، والتدريب في شركة للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، والحصول على شهادة في مجال التقنيات في بلادها، باتت هذه الفتاة البالغة من العمر 25 عامًا المسؤول عن نظم البرمجيات في شركة سيمبريس (CIMPRESS) بتونس، وهي شركة رائدة عالميًا متخصّصة في مجال الطباعة.
وتقول هرماسي “إن السنة الدراسية التي قضيتها في كيركوود كانت مفيدة جدًا في تمكيني من الحصول على هذه الوظيفة”، وتضيف أنه “يمكنك أن تتعلّم الكثير. ومَن في العالم لا يريد الدراسة في الولايات المتّحدة؟”
2018 Thomas Jefferson Scholarship Program (UGRAD) 2018/2019 for Tunisians to study in USA (Fully Funded) @IREXintl https://t.co/RTU9X7GAHu pic.twitter.com/9ZfVUHhIwG
— opportunities4africa (@oppsforafricans) October 23, 2017
أعلاه: تغريدة تروج لبرنامج توماس جيفيرسن للمنح الدراسية للعام 2018 للتونسيين للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية خلال العام الدراسي 2018-2019 (مع تغطية النفقات بالكامل.)
يجري الآن قبول الطلبات عبر الإنترنت حتى يوم 27 تشرين الثاني/نوفمبر للدفعة السادسة من علماء برنامج توماس جيفرسون للمنح الدراسية لقضاء العام الدراسي 2018-2019 في كليات المجتمع والجامعات في الولايات المتحدة. وتمنح هذه المنح الدراسية لـ 65 دارسًا أو أكثر. ويغطي برنامج التبادل الذي تموله وزارة الخارجية الأميركية تكاليف السفر والرسوم الدراسية والكتب وبدل المعيشة.
يتم اختيار الفائزين من جميع أنحاء تونس بما في ذلك العديد من أفقر المحافظات أو الولايات. يتنافس الطلاب على منح دراسية منفصلة ضمن برنامج جيفرسون للمنح الدراسية للالتحاق بكليات المجتمع الأهليّة والجامعات في الولايات المتحدة.
ويشترط على المتقدمين للدراسة في كليات المجتمع الأهلي أن يكونوا ملتحقين في صفوف الهندسة التطبيقية، أو إدارة الأعمال أو العلوم الإدارية، أو تكنولوجيا المعلومات، أو إدارة السياحة والضيافة. لكنهم لا يحصلون على شهادة تخرج. ويتنافس طلاب الجامعات من طائفة واسعة من المجالات على المنح الدراسية التي يقدمها برنامج جيفرسون للمنح الدراسية.
ضياء الدين عطافي، البالغ من العمر 20 سنة، من منطقة الكاف، بتونس، يحضر للحصول على شهادة في إدارة الأعمال التجارية في كلية فالنسيا في أورلاندو، بولاية فلوريدا. يدرس حاليا في كلية فالنسيا أربعة علماء على حساب منحة جيفرسون الدراسية و1500 طالب أجنبي آخر ضمن طلبة الجامعة البالغ عددهم 60 ألف طالب وطالبة.

في بلاده يدرس عطافي في جامعة تكنولوجيا المعلومات في نابل، ويعتزم أن يصبح مهندسا مدنيا، ولكنه بحاجة إلى معرفة عالم الأعمال لبلوغ هدفه المتمثل في افتتاح شركة هندسية خاصة به يوما ما.
وقد امتدح هرماسي وعطافي النظام الأميركي الذي يسمح للطلاب باختيار المناهج والمشاركة في النوادي والعمل التطوعي والأنشطة غير الدراسية.
ويساعد برنامج المنح الدراسية، الذي تديره مؤسسة التعليم والتنمية غير الربحية إيريكس، 450 من الخريجين في شبكة تونس للحصول على الفرص. ويقول عادل لاغي مدير مؤسسة “إيريكس” في تونس: “نريد لهم أن يكونوا قادة الغد”.
وتقول وزارة الخارجية إن الهدف من هذا البرنامج هو إعطاء الشباب فهما أعمق للثقافة الأميركية وتزويدهم بالمهارات المهنية والقيادية اللازمة للإسهام في نمو تونس ورقيها.
ويذكر أن هؤلاء العلماء هم ضمن 300 ألف زائر يأتون الى الولايات المتحدة بموجب برامج التبادل الرسمية كل عام، والمليون طالب الذين يحضرون إلى الولايات المتحدة للمشاركة في الأسبوع الدولي للتعليم في الفترة من 13 الى 17 تشرين الثاني/نوفمبر بإقامة فعاليات ومناسبات في واشنطن وفي مئات الجامعات.