
بعد فترة وجيزة من الولادة، أدركت لوسي تشووا أنها تريد مساعدة الأمهات الأخريات في تنزانيا على ولادة أطفالهن بأمان.
إذ تؤدي ندرة المعدات الطبية وافتقار الأمهات إلى الرعاية على يد مختصين من ذوي الخبرة إلى أن تضع أكثر من نصف النساء في المنطقة المعروفة باسم ماسايلاند (المنطقة الممتدة في شمال تنزانيا ووسط وجنوب كينيا)، حيث كانت تشووا تعيش ذات يوم، حملهن في المنازل. ومعدلات وفيات الأمهات في ماسايلاند وعبر تنزانيا مرتفعة، مع ما يقرب من واحدة من كل خمس وفيات بين النساء التنزانيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاما ناتجة عن وفيات الأمهات عند الولادة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وقد جعلت تشووا، التي تخرجت في العام 2019 من أكاديمية رائدات الأعمال (AWE) التابعة لوزارة الخارجية الأميركية، من مساعدة الأمهات الحوامل هدفا لها. وتقول: “عندما أصبحت أمًا وفرحت بحمل أطفالي، عدت إلى المكان الذي أتيت منه وبحثت عن حل ميسور التكلفة لإنقاذ هذا المجتمع.”

والآن، تعمل شركتها، المسماة ماما كيتس (Mama Kits)، على إنقاذ الأرواح في شرق أفريقيا. تنتج ماما كيتس أطقم عبوات صغيرة تحتوي على اللوازم الأساسية مثل القفازات والقطن والشراشف النظيفة والشفرة المعقمة، والتي تعتبر ضرورية لمنع العدوى أثناء الولادة.
في حين أن هذه الإمدادات غالبا ما تكون باهظة الثمن أو يصعب العثور عليها في تنزانيا، إلا أن مجموعات ماما كيتس تباع في الصيدليات المحلية أو المراكز الطبية بنصف تكلفة شراء العناصر بشكل منفصل. وتقول تشووا إن الأطباء والممرضات في تنزانيا غالبا ما ينصحون الأمهات الحوامل بشراء هذه الأطقم.
وتساعد أكاديمية رائدات الأعمال (AWE)، وهي برنامج تابع لوزارة الخارجية تلقت فيه تشووا تدريبا على إدارة الأعمال، في توزيع أطقم ماما كيتس. تم إطلاق أكاديمية رائدات الأعمال في العام 2019، وتمنح أكاديمية رائدات الأعمال المعرفة والشبكات والوصول الذي يحتجنه لإطلاق وتوسيع نطاق الأعمال التجارية الناجحة. وقد ساعدت الأكاديمية أكثر من 16000 امرأة في 80 دولة حول العالم على بدء أو تنمية الأعمال التجارية والتكيف مع الحقائق الاقتصادية الجديدة في ظل تفشي كوفيد19.
بالإضافة إلى الإمدادات، تزود ماما كيتس الأمهات بمعلومات صحية مهمة. تعمل تشووا على تطوير تطبيق للهواتف الذكية للإجابة على أسئلة النساء قبل الحمل وأثناءه وبعده. وتأمل في إنشاء خدمة الرسائل النصية لإرسال رسائل تذكير بالمواعيد وأوقات الأدوية وغيرها من الخطوات الحاسمة لحمل آمن.

وقد وفرت الشركة أطقمًا لأكثر من 4000 امرأة، لمساعدتهن على ولادة أطفالهن بأمان، مما أثر على حياة 8000 امرأة. وتعزو تشووا نجاح الشركة، جزئيا، إلى التدريب الذي تلقته من خلال أكاديمية رائدات الأعمال.
في البرنامج، تعلمت تطوير خطة العمل التجاري وتقييم نقاط القوة والضعف في عملها التجاري وإجراء تغييرات لزيادة التأثير المطلوب. وكانت التعليمات بشأن الاحتفاظ بسجلات مالية مفصلة أمرًا بالغ الأهمية لتنمية مؤسسة اجتماعية تعطي الأولوية لمساعدة المجتمع وليس جني الأرباح.
تقول تشووا “كان سيصبح من الصعب جدًا عليّ الوصول إلى ما أنا عليه الآن لولا أكاديمية رائدات الأعمال.”
بعد التخرج من أكاديمية رائدات الأعمال، فازت تشووا بمنحة قدرها 25 ألف دولار من المؤسسة الأميركية للتنمية الأفريقية، وهي وكالة حكومية أميركية تدعم مشاريع التنمية والمجتمع التي تقودها أفريقيا. استخدمت تشووا التمويل لتوزيع العبوات الطبية من شركة ’ماما كيتس‘ على المزيد من المراكز الطبية وتزويد قرية واحدة نائية بـ 100 مجموعة عبوات مجانًا.

تشووا متحمسة بشأن احتمال تأثير أكاديمية رائدات الأعمال على الشركات الأفريقية الأخرى أيضًا.
وتقول عن ذلك “هناك العديد من سيدات الأعمال التجارية الصغيرة هنا، لكن العديد منهن يفتقرن إلى المعرفة الصحيحة حول كيفية إدارة الأعمال التجارية. الأمر لا يتعلق برأس المال فحسب، بل بالمعرفة المناسبة أيضًا. وأكاديمية رائدات الأعمال هي منصة جيدة للأشخاص للحصول على هذه المعرفة واكتساب علاقات تواصل جديدة.”
هذا المقال بقلم الكاتبة المستقلة آلي دالولا.