إن شخصيات جنود الكوماندوز، والزومبي، والنينجا والغرباء ليست الشخصيات الوحيدة في ألعاب الفيديو الإلكترونية المتوفرة لدينا- أو في القرية العالمية.
فمنذ العام 2004، دأبت منظمة ألعاب من أجل التغيير، وهي عبارة عن منظمة لا تبغي الربح، دأبت على تصميم وتشجيع الألعاب التي تلهم اللاعبين ليس على القضاء على الغرباء القادمين من الفضاء، ولكن بدلًا من ذلك تلهمهم على تغيير العالم نحو الأفضل. في أول لعبة تصدر عن المنظمة باسم صانع السلام، دُعي المتبارون في هذه اللعبة إلى التوسط في التوصل إلى سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وخلال اللعبة، يتم الدخول في المفاوضات بين الجانبين واتخاذ قرارات مهمة، تعترضها أعمال عنف فلسطينية أو إسرائيلية من حين لآخر.
وهناك لعبة أخرى اسمها حركة نصف السماء: اللعبة (Half The Sky Movement: The Game)، التي أخذت اسمها من أحد الكتب الذي سجل أعلى المبيعات في العام 2009 وعنوانه، “نصف السماء: تحويل الاضطهاد والقمع إلى فرص للنساء عبر العالم” من تأليف نيكولاس دي، وهذه اللعبة تعرّف اللاعبين على المنظمات غير الربحية المعنية بقضايا المرأة، وتتيح الفرصة للأعضاء للتبرع بالمال لهذه القضايا.
في هذه اللعبة، يقوم اللاعبون المتبارون فيها بمساعدة سيدة هندية في التغلب على التحديات الماثلة أمامها مثل فتح شركة للأعمال التجارية والحصول على الكتب لإنشاء مكتبة للفتيات. وقد بلغ عدد الأشخاص الذين قاموا بتحميل اللعبة في الأعوام الثلاثة الماضية حوالى 1.3 مليون شخص وتبرعوا بحوالى 500 ألف دولار للمجموعات والمنظمات المهتمة بمساعدة المرأة.
تقول إيرين رينولدز، مؤسسة استوديو لعبة الفيديو المعروفة باسم الحيوان الرخوي الطائر (Flying Mollusk)، “إن مثل هذه الألعاب تتحدى اللاعبين تحديًا طبيعيًا بطرح مشاكل قد لا يواجهونها في العالم الحقيقي. وتَحملهم على التفكير في بعض القضايا بطرق لم تكن قد خطرت لهم على بال من قبل.”
ويرى رئيس مؤسسة ألعاب من أجل التغيير، آسي بوراك أن ممارسة الألعاب الإلكترونية هي في جوهرها عادة اجتماعية وتشاركية وتربوية.
ويستطرد بوراك حديثه قائلًا: “إن الألعاب ليست فقط مثيرة بالنسبة للتغيير الاجتماعي… ولكنها تفاعلية، إذ يمكنك اتخاذ القرارات، ويمكنك تحقيق النتائج المرجوة بمعنى أنك تمهد الطريق الخاصة بك”.

وقد تحمست لهذه الفكرة كوكبة من كبريات الشركات والمنظمات ذات النفوذ منها شركة غوغل، والأمم المتحدة، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية وغيرها.
وقد ألهمت منظمة ألعاب من أجل التغيير مجموعة من مطوري ألعاب الفيديو، وهواة الألعاب والنشطاء الاجتماعيين وواضعي السياسات والأكاديميين. ففي مهرجانهم السنوي في العام 2014، قدم ممثلو الأمم المتحدة لعبة من طراز ألعاب ماين كرافت حيث يقوم المتبارون في اللعبة من أبناء المجتمعات المحلية بتصميم أماكن عامة في أحيائهم.
وفي مهرجان العام 2015، وسّعت منظمة ألعاب من أجل التغيير نطاق وصولها إلى العمل على جذب مطوري الألعاب واللاعبين والشركاء من خلفيات ومن فئات اجتماعية وعرقية أكثر تنوّعًا.
وختم بوراك حديثه بالقول “إننا نسعى جاهدين لجلب أكبر عدد من الأصوات بقدر ما نستطيع”.