قد تكون مراكز التسوّق المزدحمة المخصّصة للمشاة في مدينة غواتيمالا ومدينة أنتيغوا المجاورة خالية من السيارات، إلا أنه بات لديها الآن وحدات من شرطة الدراجات الهوائية التي تقوم بدوريات في الشوارع.
تشكل دوريات الدراجات الهوائية جزءًا من مبادرة وطنية في غواتيمالا لتحسين العلاقات بين الشرطة والمجتمع المحلي ولحماية السكان المحليين والسياح من الجرائم.

يتمثل هدف دوريات الدراجات الهوائية في “دمج ضباط الشرطة في المجتمع المحلي بصورة أفضل”، الأمر الذي من شأنه بناء الثقة، استنادًا إلى ما قاله نيري راموس، المدير العام للشرطة المدنية الوطنية، خلال حفل تخرج وحدة دورية دراجات جديدة في العام 2016.
يقول مؤيدو هذه المبادرة إنها تحقق نجاحًا بالفعل. إذ أكد وزير الداخلية فرانسيسكو ريفاس أن الجريمة ضد السياح قد انخفضت بسبب مبادرات من هذا القبيل.
وكانت دوريات الدراجات قد بدأت عملها في العام 2015، بعد أن سافر 26 ضابطًا إلى معهد ميامي ديد للتدريب على السلامة العامة في فلوريدا لمتابعة دورة تدريبية. وعندما عاد الضباط، البالغ عددهم 16 من الشرطة الوطنية و10 من شرطة المرور البلدية، إلى غواتيمالا قاموا بتدريب أكثر من 450 من زملائهم على التقنيات التي تستخدمها شرطة الدراجات الهوائية.
حدد راموس عدة ميزات واضحة، مشيرًا إلى أن الشرطة على الدراجات الهوائية:
- يمكنها أن تصل إلى أماكن لا تستطيع السيارات ذات المحركات الوصول إليها، وهذا أمر مهم في المدن المزدحمة بالأسواق التي تعج بالحركة أو مراكز التسوق المخصّصة للمشاة فقط.
- يكون من الأسهل عليها مطاردة المجرمين مشيًا على الأقدام وإلقاء القبض عليهم.
- تستخدم وسيلة نقل أقل كلفة على دوائر الشرطة من السيارات أو الدراجات النارية وتحتاج إلى صيانة أقل.

والأهم من ذلك أن هؤلاء الضباط يكوّنون علاقات مباشرة مع المواطنين. فتواجدهم على مستوى بصر الجمهور وفي أماكن مكشوفة، وتمكنهم من سماع ما يجري، يشعر الناس بالارتياح لطلب المساعدة منهم أو إبلاغهم عن المشاكل.
بعد أن منحت الولايات المتحدة في بادئ الأمر الدراجات الهوائية والمعدات، قام الغواتيماليون بتوسيع برنامج التدريب. وبات الضباط الآن يخضعون لتدريب تكتيكي على الدراجات الهوائية، الذي يشمل كيفية استخدام الدراجة كدرع أو سلاح في الأوضاع الخطرة وكيفية المناورة بسرعة في الشوارع المزدحمة.
يخطط راموس لتوسيع البرنامج إلى أكثر من 2000 من ضباط دوريات الدراجات الهوائية عبر مختلف أنحاء غواتيمالا. والجدير بالذكر أن البلدان الأخرى في المنطقة قد بدأت ملاحظة ذلك. فاتصلت كل من كوستاريكا وهندوراس وكولومبيا بالشرطة الوطنية في غواتيمالا للتعبير عن رغبتها في بدء استخدام دوريات الدراجات الهوائية الخاصة بها.