دونالد جيه ترامب، رجل الأعمال الذي وعد بأن يستخدم معرفته ودرايته بالشؤون المالية لمساعدة الأميركيين في تحسين مستوى معيشتهم، تسلم منصبه يوم 20 كانون الثاني/يناير 2017 ، ليصبح الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة الأميركية.

تغلب رجل الأعمال والشخصية المرموقة في القطاع العقاري على منافسته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، التي كانت ترنو لأن تكون أول سيدة تتبوأ منصب الرئيس الأميركي.

وكان ترامب قد ذكر في كلمة قبول الفوز بالمنصب التي ألقاها في وقت مبكر من يوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، “إنني أقول للجميع جمهوريين وديمقراطيين ومستقلين في ربوع هذه الأمة، إنه قد حان الوقت بالنسبة لنا جميعًا للعمل معًا كشعب واحد موحد ومتحد. … وأتعهد لكل مواطن في أرضنا بأن أكون رئيسًا لجميع الأميركيين.”

يجلب معه خبرة طويلة في مجال الأعمال التجارية

يسير ترامب، الذي تحمل اسمه الكثير من الفنادق الراقية، وناطحات السحاب، وملاعب الغولف في مختلف أنحاء العالم، على خطى رجال أعمال آخرين سبقوه في تبوء أعلى منصب في البلاد. بمن فيهم جورج بوش الابن الذي كان مثل والده جورج بوش الأب، يمارس الأعمال التجارية في قطاع النفط، فضلا عن امتلاك فريق من فرق الدوري الأميركي للعبة البيسبول.

وأمثلة أخرى: جيمي كارتر، مزارع الفول السوداني، ومهندس المناجم هربرت هوفر، ووارن هاردينغ، صاحب وناشر إحدى الصحف.

ولكن رجال الأعمال هؤلاء جميعهم انخرطوا في السياسة قبل السعي في سبيل الوصول إلى البيت الأبيض. أما ترامب فهو أول رجل أعمال يذهب مباشرة من مكتب شركة تجارية إلى المكتب البيضاوي.

وخلال الحملة الانتخابية كان ترامب، الشخصية التلفزيونية السابقة، والكاتب، قد دأب على الترويج لخلفيته التجارية، حيث قال “إننا نحتاج إلى أناس في واشنطن يعرفون كيف يبرمون الصفقات.”

كما أدار ترامب أيضًا حملة غير تقليدية، تعتمد اعتمادًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي؛ وكان كثيرًا ما يكتب التغريدات على موقع تويتر مخاطبًا متابعيه على الموقع الذين يزيد عددهم على 25 مليون مغرّد بشكل مباشر.

نهاية المحاولة التاريخية لكلينتون

كان فوزه بمثابة مفاجأة للكثيرين، حيث إن كلينتون لم تكن غريبة على البيت الأبيض- أمضت فيه ثماني سنوات سيدة أولى عندما كان زوجها، بيل كلينتون، يشغل منصب الرئيس. وما أن انتهت فترة ولاية زوجها حتى فازت هيلاري كلينتون في الانتخابات لعضوية مجلس الشيوخ في العام 2000، وهي السيدة الأولى الوحيدة التي تفوز بمنصب في الانتخابات.

وقد تعهد كل من السيدة كلينتون والرئيس أوباما بالعمل مع ترامب من خلال انتقال سلمي للسلطة، ومن أجل جعل أميركا أقوى.

وقالت كلينتون إنها تأمل أن يكون ترامب “رئيسًا ناجحًا لجميع الأميركيين.”

وفي آخر مؤتمر صحفي عقده الرئيس أوباما في البيت الأبيض، قال إنه قدّم لترامب أفضل ما لديه من نصح واستشارة. وأضاف قائلًا إن وجهات نظرهما تختلف في مسائل مثل الرعاية الصحية وغيرها، ولكن “حيث إنه فاز في الانتخاب… فمن المناسب أن يمضي قدمًا برؤاه وقيمه وتقديراته”.

ومضى أوباما قائلا إنه ما أن يباشر ترامب مهامه، قد يتوصل “لبعض من الاستنتاجات التي توصلت أنا إليها حينها. ولكن أظن أننا لن نعرف ذلك حتى يتسنى له تأدية اليمين الدستورية والجلوس خلف ذلك المكتب.”

ترامب، ابن السبعين عامًا، هو أكبر الرؤساء سنًا عندما دخل البيت الأبيض، بعد رونالد ريغان الذي كان عمره 69 سنة حين تم تنصيبه رئيسًا. أما الرئيس الأصغر فهو ثيودور روزفلت وكان عمره 42 سنة.

ساهم في كتابة هذا المقال المحرر في شير أميركا كريستوفر كونيل.