يقول جيمس بالوغ، الذي قام بتدوين تواريخ اختفاء الأنهار الجليدية من خلال عملية مسح الجليد الشديد منذ العام 2007، “إن الجليد يدوم وفق بعض أغرب أنواع الطرق”. ويضيف بأن “الأنهار الجليدية تستجيب لحالات الطقس والمناخ.”
كان عدم اليقين يكتنف مشروع التأريخ لبالوغ الذي لم يكن يعرف بالضبط ما الذي ستفعله الأنهار الجليدية، وأين يُثبّت الكاميرات التي تسجل الوقت المنقضي بين التضاريس الصخرية البعيدة. وما إذا كانت هذه الكاميرات ستعمل بشكل صحيح، أو كيف سيواصل تمويل المشروع على مرّ السنين. ولكن ما حصل عليه كانت قصة تغير المناخ المحفورة في الجليد.

عندما بدأ بالوغ يُقلِّب الصور الأولى، كان ذلك “محيرًا للعقل ومذهلا.” وقال: “كنا نجتمع حول الجهة الخلفية من الكاميرا ونصرخ، “يا إلهي، هل تصدق ذلك؟” كان هو ومُلتقط الصور والمهندسون، والعلماء يشاهدون آثار تغير المناخ. قال بالوغ: “لم أكن متأكدًا كيف سيشعر جمهوري حيال الأدلة البصرية عندما أحصل عليها.”


جمع صورًا لا تعد ولا تحصى لأنهار جليدية تراجعت عشرات الأمتار في السنة وفقدت مئات آلاف الأطنان من الجليد في غضون أسبوع. (كما صمم أيضًا أداة مجانية على الانترنت للتوعية حول المناخ.)

تنحسر طبقات الجليد وتختفي مع ارتفاع سخونة الكوكب. خلال القرنين الماضيين، ازدادت كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنسبة 40 بالمئة. وهذه المادة الكيميائية، التي تسبب غازات الاحتباس الحراري، تمتص حرارة الأرض وتتسبب بارتفاع بطيء في درجات حرارة الأرض وبانحسار الأنهار الجليدية.

بدأت الغالبية العظمى من الأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم بالانحسار. هناك العديد من التقارير التي تُفيد بأن نهر مندنهال الجليدي في ألاسكا بدأ ينحسر. وفي متنزه مونتانا القومي للأنهار الجليدية، اختفى 130 نهرًا جليديًا كان يتلألأ في عام 1910. ولم يبقَ منها سوى 25 نهرًا جليديًا. وقد أصبح فصل الصيف أطول، وتضاعف عدد الأيام التي سادت فيه درجات حرارة أعلى من 90 درجة فهرنهايت (32 درجة مئوية) ثلاث مرات منذ أوائل القرن العشرين. وفي عام 2012، كانت قد ذابت نسبة 97 بالمئة من سطح الغطاء الجليدي في غرينلاند.
وقد تسبب الذوبان بارتفاع مستوى البحار بوتيرة أسرع من ذي قبل – حوالي ربع سنتيمتر سنويًا.

في آب/أغسطس عام 2014، ارتفعت حافة النهر الجليدي سولهاماجوكول بمقدار 1.5 متر، مما تسبّب في قلق آيسلندا من انفصال كتلة جليد وأن يؤدي ذلك إلى موجة مدّ عارمة.

كيف كانت حالة المناخ قبل آلاف السنين؟ يمكن تجميع أحداث الماضي مجددًا من خلال دراسة فقاعات الهواء الصغيرة المحتجزة في الجليد. منذ خمسينيات القرن العشرين، يعمل العلماء على حفر طبقات الجليد لمعرفة المزيد عن التركيب الكيميائي والظروف المناخية في الماضي.
وتسمح سجلات الجليد الداخلي للعلماء بقياس تركيزات غازات الاحتباس الحراري منذ حوالي 800 ألف سنة، ولكن هل سيبقى للعلماء أنهار جليدية لكي يحفروا فيها بعد قرون من الآن؟
* ملاحظة: الروابط المؤدية إلى مواقع أخرى قد تحتوي على مواد منشورة باللغة الإنجليزية.