
عندما وصل رئيس منغوليا تساكيجين ألبغدورج إلى فيلادلفيا في 23 أيلول/سبتمبر، شكلت زيارته المرة الأولى التي يطأ فيها رئيس منغولي قدمه في المدينة المعروفة باسم “مهد الديمقراطية الحديثة.” (فيلادلفيا هي المكان الذي وقّع فيه الآباء المؤسّسون للولايات المتحدة إعلان الاستقلال في العام 1776).
جاء ألبغدورج للاحتفال بالشراكة الثقافية الجديدة بين منغوليا والولايات المتحدة التي تمّ الإعلان عنها في آذار/مارس، والتي من شأنها أن تأخذ أوركسترا فيلادلفيا إلى عاصمة منغوليا، أولان باتور. خلال رحلته النهارية إلى فيلادلفيا، حضر الرئيس حفلًا صباحيًا للأوركسترا، حيث لقي استقبالًا حارًا من مسؤولي الأوركسترا والموسيقيين وأفراد الجمهور.

في حزيران/يونيو 2017، سوف تصبح أوركسترا فيلادلفيا أول أوركسترا غربية تعزف في منغوليا. سوف تشمل إقامتها هناك بين 5 و9 حزيران/يونيو- ضمن إطار جولة آسيوية أكبر– إقامة حفلتين كاملتين للأوركسترا ومناسبات خاصة في سائر أنحاء مدينة أولان باتور. سوف تساعد مدارس محلية ومؤسّسات ثقافية منغولية في رعاية هذه الأحداث، وسوف يشارك فنانون محليون في الأداء.
تجدر الإشارة إلى أن قائد الأوركسترا ديفيد كيم، رئيس قسم الكمان الأول، متحمّس جدًا لتبادل “أفضل أنواع الفنون والجمال عبر الموسيقى الكلاسيكية” مع شعب منغوليا.

قال كيم إنه معتاد على العزف في سائر أنحاء العالم، ولكن زيارة منغوليا سوف تشكل تجربة فريدة من نوعها: “قد أحاول أيضًا حتى النوم في منزل على طراز اليورت (خيمة مستديرة) لليلة واحدة!”
في منغوليا، سوف يصادف الموسيقيون الأميركيون كلًا من الطرق التقليدية والحديثة. لا يزال البدو الذين يركبون على ظهور الخيل يشكلون نحو 30 بالمئة من سكان منغوليا، ولكن السيارات الفاخرة هي مشهد مألوف في مدينة أولان باتور، وهناك نحو 4 ملايين هاتف محمول لخدمة سكان البلاد البالغ عددهم 3 ملايين نسمة.
وفي حين أن منغوليا– التي أصبحت دولة ديمقراطية منذ العام 1990– تحدها روسيا والصين، فإن هذه الدولة تصف الولايات المتحدة بمثابة “الجار الثالث الأكثر أهمية،” ويصادف العام 2017 الذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة ومنغوليا. من المتوقع أن يؤدي حضور أوركسترا فيلادلفيا في أولان باتور إلى تعزيز العلاقات بين البلدين.

هناك تاريخ من الدبلوماسية الثقافية الذي يسبق جولة الأوركسترا بين 26 أيار/مايو و11 حزيران/يونيو على بلدان آسيا، التي تشمل أيضًا المدن الصينية شنغهاي، وبكين، ونانجينغ، والأراضي الصينية لماكاو ومدينة سيول، عاصمة كوريا الجنوبية.
الجدير بالذكر أن أوركسترا فيلادلفيا زارت الصين في العام 1973، وأصبحت أول فرقة موسيقية أميركية تعزف في فيتنام بعد حرب فيتنام. وهذه الأوركسترا، المعروفة بابتكاراتها، فضلا عن براعتها، عزفت أيضًا أول سيمفونية تُبث على الراديو والتلفزيون والإنترنت.
لتذوّق الأسلوب المفعم بالحيوية لأوركسترا فيلادلفيا، شاهدهم وهم يعزفون “في قاعة ملك الجبال” (In the Hall of the Mountain King)، التي ألفها إدوارد غريغ لمسرحية بير غينت (Peer Gynt) لهنريك إبسن في العام 1876:
في مدينة أولان باتور، سوف يتعاون أعضاء الأوركسترا مع مغني الأسلوب الحلقي وراقصين منغوليين، ويستمعون إلى آلات تقليدية مثل كمان رأس الحصان المنغولي (آلة موسيقية وترية مع حصان محفور على عنقها). وخلال هذه الجولة، يأملون في خلق ذكريات لا تمحى- وصداقات دائمة- من خلال اللغة المشتركة للموسيقى، وفي كل مرة يعزفون فيها.