هل كنت مولعًا باللعب بقطع الليغو في طفولتك؟، يعتبر خبراء التربية أن قطع الليغو تساعد على بناء الخيال والإبداع للأطفال ليكونوا قادة للتكنولوجيا مستقبلا. فمن قطع الليغو أسّست رائدة الأعمال اللبنانية آية بدير شركة تدعى (ليتل بتس LittleBits) في مدينة نيويورك. تنتج الشركة قطعًا إلكترونية أشبه بألعاب (الليغو) ولكنها كهربائية، تلتصق ببعضها مغناطيسيًا.
وفكرة عمل LittleBits بسيطة جدًا حيث تكون كل وحدة صغيرة بلون معيّن، ويتم توصيلها عن طريق تقريب كل قطعة بالأخرى لأنها ممغنطة من كلا طرفيها، ولا يتم التوصيل إذا كانت القطعة مركبة بشكل خاطئ. أسهم هذا الاختراع في تغيير مفهوم الصناعة الكبرى وتحويلها إلى نوع جديد من الصناعات الصغيرة يتميز بانخفاض الكلفة.
ومن أهم فوائد هذا المشروع الرائع أنه يعلّم الأطفال كيف تعمل الدوائر الإلكترونية، وكيف يتم تصميمها عن طريق هذه الوحدات الصغيرة التي تكون بالنسبة لهم مثل لعبة الليغو.
وما يميّز هذا المشروع هو أنه مكتبة مفتوحة المصدر تسمح للمصمّمين والمهندسين بالتحميل في مكتبة البرامج، وبرمجة كل قطعة بشكل خاص، وتساهم هذه الميزة في إمكانية التطوير نظرًا لمرونتها عمليًا. ويذكر أن هذا الاختراع يستخدم كأداة تعليمية في أكثر من 2000 مدرسة في 80 دولة.
درست بدير هندسة الكمبيوتر وعلم الاجتماع في الجامعة الأميركية ببيروت (AUB) حيث حصلت على شهادة البكالوريوس، كما حازت على شهادة الماجستير من (معهد أم آي تيMIT ) الذي يُعدّ من المعاهد البارزة والمرموقة عالميًا في كامبريدج بولاية مساتشوستس الأميركية. اختيرت آية بدير كإحدى مئة شخصية (من الشخصيات الأكثر إبداعًا في قطاع الأعمال). كما أنها احتلت المرتبة 39 في لائحة أهمّ النساء في المجتمع العربي تحت عمر 31 سنة.
حرصت بدير على الوفاء لجذورها فعملت على إيصالLittleBits إلى البلدان العربية لتستخدم في التعليم في المدارس، والبرامج التعليمية، والأنشطة بعد أوقات الدراسة، والمكتبات العامة، والنوادي التكنولوجية في أكثر من 100 دولة، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، لبنان ومصر.
عبّر المستثمرون عن إعجابهم بمشروع آية بتقديم تبرعات له، وكان أشهر المتبرعين ملياردير الاتصالات اللبناني طه ميقاتي، وفادي غندور، وشركة ومضة كابيتال، وMENA للمستثمرين، وحذام العليان.
اجتذب مشروع آية اهتمام عدد من وسائل الإعلام، فكانت أحد المتحدثين في منتدىTED . وفي لقاء مع صحيفة “نيويورك تايمز” قالت بدير إنها تتطلع إلى تحقيق هدفها في “ديمقراطية التكنولوجيا“، فهي مقتنعة بأن التكنولوجيا يجب أن تكون متاحة للجميع وألا تقتصر على المهندسين والخبراء، فهي ترى أن الجميع مبدع والجميع فنان، وما ينقص البعض هو دافع صغير يفتح المجال أمامهم للإبداع. دون الحاجة إلى تعلم أساسيات الهندسة الإلكترونية لتنفيذ الدوائر الإلكترونية.