سئم إيمارد أرغويليو من تكرار عدم حضور شاحنة نقل المياه المعبّأة إلى منزله في بويبلا، بالمكسيك في الموعد المحدّد لها. فقرّر فتح شركة تجارية لتنقية المياه وتعبئتها.
كان ذلك قبل 14 عامًا. أما اليوم، فقد باتت شركة أغوا إنماكيولادا تبيع أكثر من 100 مليون قنينة مياه في السنة من خلال آلات البيع الأوتوماتيكية في المحلات التجارية البالغ عددها 8000 والمنتشرة في جميع أنحاء المكسيك، وأكثر من عشرة بلدان أخرى في أميركا اللاتينية.
أرغويليو واحد من عدد متزايد من روّاد الأعمال المكسيكيين الذين يقدمون منتجات وخدمات جديدة إلى الأسواق. والبرامج الخاصة والعامة تساعدهم على اكتساب المعرفة اللازمة لتشغيل الأعمال التجارية وجذب المستثمرين.
غير أن المشكلة هي أن معظمهم لا يزالون يركزون أنظارهم على الأسواق الصغيرة والمحلية ولا يخلقون إلا القليل من فرص العمل. وتقول نورما أليسيا هيرنانديز بيراليس، أستاذة الاقتصاد المالي في معهد التكنولوجيا في مونتيريه، إن 99 في المئة من الشركات المكسيكية شركات صغيرة ومتوسطة الحجم أو شركات صغيرة جدًا.
ولكنه هناك جهود حثيثة جارية لمساعدة روّاد الأعمال على استحداث نماذج لأعمال تجارية مزوّدة بالتكنولوجيا التي يمكن زيادتها على الصعيد العالمي. وأنشأت الحكومة “المعهد الوطني للأعمال الحرة” (إيناديم) لتنمية المشاريع الطموحة.
منظمة إنديفر العالمية (Endeavor Global) التي لا تبغي الربح الموجودة في نيويورك، تسعى للعثور على “أفضل روّاد الأعمال ورعايتهم في جميع أنحاء العالم.” ويرى رئيس الشركة فرناندو فابر أشياء مثيرة تحدث في الخدمات المالية، بفضل روّاد الأعمال مثل فيسنتي فينول ألغورتا.

اجتذبت شركة فيسنتي فينول ألغورتا “كوبو المالية” (Kubo Financiero)، وهي عبارة عن سوق إلكترونية على الإنترنت تربط صغار المقترضين بالمقرضين بمعدلات تقل بمقدار النصف عن سعر الفائدة الذي تفرضه شركات التمويل الأخرى الصغيرة الحجم، اجتذبت مبالغ قدرها 10 ملايين دولار من رؤوس الأموال الاستثمارية.
ويقول فينول إن التحدي الأكبر الذي واجهناه لم يكن في جمع الأموال، بل في “كسب ثقة الزبائن. إذ إنهم لا يرون مبنى فعلي للبنك، وإنما موقع على شبكة الإنترنت”.
تقوم شركة كوبو المالية بعملية مراجعة صارمة للغاية وترفض 92 في المئة من طلبات القروض. وقد منح موقعها 6200 قرض تتراوح قيمته بين مئات الدولارات إلى 75 ألف دولار للأفراد والشركات الصغيرة. ولم يتخلف عن التسديد سوى 3.5 في المئة منهم. يرمي فينول إلى كسب نصف مليون زبون في غضون ست سنوات.
ويقول صاحب رأس المال الاستثماري المغامر روغيليو دي لوس سانتوس، مؤسس إينكمتي (INCmty)، وهو مهرجان لريادة الأعمال يقام في مونتيريه خلال الأسبوع العالمي لرواد الأعمال، إن “الشباب باتوا يقبلون على مسار الأعمال الحرة بشكل غير مسبوق.
وقد أصحبت مدن مكسيكو سيتي، ومونتيريه، وغوادالاخارا، بمثابة بؤر للنشاط التجاري، غير أن بويبلا، تيخوانا، وولاية كويريتارو لم تتخلف عن الركب، وفقًا لما ذكره روغيليو دي لوس سانتوس.
وفي الوقت نفسه، يخطط أرغيليو، صاحب شركة أغوا إنماكيولادا، لعرض آلات منخفضة التكلفة في المعارض التجارية في كل من الصين وأوروبا، وعينه على أفريقيا. إذ يقول “إننا ينبغي أن نصل إلى كل مكان في العالم حيث تمس الحاجة إلى تنقية المياه”.