روسيا تستخدم المجنّدين الإلزاميين للحرب في أوكرانيا

Young men in military uniform (© Musa Sadulayev/AP Images)
في هذه الصورة من العام 2014، مجندون إلزاميون واقفون في مكتب للتجنيد العسكري الإلزامي في غروزني، عاصمة الشيشان الإقليمية، روسيا. يعتمد الكرملين على المجندين الإلزاميين في أوكرانيا. (© Musa Sadulayev/AP Images)

تعتمد روسيا، في حربها الوحشية ضد أوكرانيا، على مجندين إلزاميين غالبا ما يكونون غير مدركين لمهامهم وغير مدربين تدريبا كافيا على القتال، حسبما تشير تقارير إعلامية مستقلة.

وقد أصر فلاديمير بوتين في عدة مناسبات على أن الجنود والضباط المحترفين فقط هم الذين يشاركون في “العملية العسكرية الخاصة” الروسية في أوكرانيا وأنه لن يتم استخدام المجندين الجدد. ومع ذلك، اعترفت وزارة الدفاع الروسية في 9 آذار/مارس بأنها استخدمت مجندين جدد في أوكرانيا وأن القوات الأوكرانية ألقت القبض على بعضهم.

يُطلب من جميع الرجال في روسيا الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و27 عاما أن يخدموا في الجيش، ولكن العديد منهم يحصلون على تأجيلات لتجنب التجنيد الإلزامي.

وقال أليكسي تابالوف، وهو محام يقدم المشورة للمجندين، في تصريح لوكالة أنباء أسوشيتد برس: “أي نوع من الثقة يمكن أن يكون هذا عندما يقول بوتين يوما ما إن المجندين لن يتم إرسالهم إلى هناك … ثم تعترف وزارة الدفاع بأنه قد تم إرسالهم إلى هناك؟”.

يضم الجيش الروسي مليون جندي، منهم 400 ألف جندي متعاقد. و134 ألف جندي آخر تم تجنيدهم تجنيدًا إلزاميًا في الجيش في 31 آذار/مارس.

الجنود والعائلات في حالة تعتيم

قال بعض أقارب الجنود المجندين إنهم لا يعرفون مكان الجنود الذين يقاتلون في أوكرانيا، وفقا لسفيتلانا غولوب، رئيسة لجنة أمهات الجنود، وهي مجموعة مناصرة لحقوق الجنود في روسيا.

قالت في حديث أدلت به لصحيفة الغارديان: “إن العائلات تظل تماما في حالة تعتيم”. أعلم أن الوضع سيء حقا عندما تخبرني العائلات أنهم لا يستطيعون التواصل مع الجنود بعد الآن.

وقال برلماني روسي إن مجموعة من 100 مجند أجبروا على توقيع عقود للخدمة العسكرية ثم أرسلوا إلى أوكرانيا للقتال، وفقا لوكالة أسوشيتد برس. ولم ينج منهم سوى أربعة فقط.

وقال المجندون إن القادة أبلغوهم بأنهم يرسلون لتلقي تدريبات عسكرية فقط ليكتشفوا أنهم ذاهبون إلى مناطق قتال داخل أوكرانيا.

Soldiers taking oath in snow (© Russian Defense Ministry Press Service/AP Images)
صورة التقطتها الخدمة الصحفية بوزارة الدفاع الروسية في كانون الثاني/يناير تُظهر جنودًا بفوج المهندسين العسكريين يؤدون القسم العسكري في منطقة فورونيج. (© Russian Defense Ministry Press Service/AP Images)

التجنيد الإلزامي في المناطق التي تسيطر عليها روسيا من أوكرانيا

كما يقوم الكرملين بالتجنيد الإلزامي للمجندين من أجزاء من أوكرانيا يسيطر عليها أو يحتلها من الغزو الروسي لأوكرانيا في العام 2014.

وفي مناطق دونباس في شرق أوكرانيا الخاضعة لسيطرة الحكومة الروسية، ألقى ما يقدر بنحو 135 مجندا أرسلوا للقتال في ماريوبول أسلحتهم احتجاجا، وفقا لرويترز. وقام قادتهم بوضع الجنود داخل قبو عقابًا لهم وهددوهم.

قام الجيش الروسي بإرسال طالب من دونباس إلى ماريوبول دون تدريب، وأعطاه بنادق قديمة مقارنة بتلك التي أعطيت للجنود المحترفين. وقد شهدت وحدته قتالًا عنيفًا. كما اضطر أعضاء الوحدة إلى شرب مياه فيها ضفادع ميتة.

وقال “كان هناك كثير من الضحايا.” وأضاف “إنني أكره الحرب. لا أريدها، ألعنها. لماذا يرسلونني إلى مجزر؟ ”

لقد تم إجبار سكان القرم على الخدمة في الجيش الروسي على مدار السنوات الثماني الماضية، منذ احتلال روسيا للمنطقة. ويتعرض السكان للتهديد بالملاحقة القضائية إذا لم يفعلوا ذلك. وقد تم التعرف على أهالي القرم الذين يقاتلون إلى جانب الجيش الروسي ضد أوكرانيا بعد أخذهم أسرى حرب.

البحث في مكان آخر عن مجنّدين

Bashar al-Assad shaking hands with Vladimir Putin (© Mikhail Klimentyev/Sputnik/Kremlin/AP Images)
في هذه الصورة من العام 2021، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى اليمين، يحيي الرئيس السوري بشار الأسد في الكرملين في موسكو. (© Mikhail Klimentyev/Sputnik/Kremlin/AP Images)

كما يتطلع الكرملين إلى دول الاتحاد السوفييتي السابق وحلفاء مثل سوريا لتجنيد مجندين جدد لخوض حرب تستمر لفترة أطول بكثير مما توقعه بوتين.

إن الحكومة الروسية في أمسّ الحاجة إلى جنود لدرجة أنها تعرض المواطنة السريعة على المهاجرين كأداة أخرى. ويتم دفع رواتب لمواطني قيرغيزستان الذين يعيشون في روسيا لخوض حرب الكرملين ضد أوكرانيا.

سارداربيك ماماتيلايف، وهو مواطن من قيرغيزستان، حصل مؤخرًا على الجنسية الروسية وطُلب منه الحضور لأداء الخدمة العسكرية. يقدر عدد الرجال القيرغيزيين الذين حصلوا على الجنسية الروسية بحوالى 30 ألف رجل مؤهلين للتجنيد الإلزامي.

قال ماماتيلايف لموقع (Cabar.asia) “لقد قيل لي إن عليَّ أن أحضر إلى المكتب العسكري، وإلّا فقد تُلغى جنسيتي الروسية.”

جدير بالذكر أنه يجب على الرجال المؤهلين للخدمة العسكرية في روسيا أن يخدموا في الجيش، حتى لو خدموا في بلدانهم الأصلية.

كما يعتمد بوتين على حليفه الرئيس السوري بشار الأسد. إذ تقوم سوريا بتجنيد قوات من جيشها للقتال مع الجنود الروس في أوكرانيا. ويُوعد المجندون بـ 3 آلاف دولار شهريًا، وهو أعلى بكثير من راتبهم المعتاد.