يأتي المهاجرون إلى الولايات المتحدة من كل مكان في العالم، والعديد من القادمين منهم من باكستان أصبحوا رواد أعمال ناجحة في وطنهم الجديد. وهذه ثلاث من أحدث قصص نجاحهم.
إطعام المشردين
كازي منان، كان مصدر إلهامه هو فكرة إطعام المشردين في منطقة واشنطن العاصمة، وفي العام 2004 بدأ مشروعه الذي أسماه مطعم سكينة للشواء الحلال. وكان بمقدور أي شخص من المشردين أن يتلقى وجبة مجانية من المطعم. أما من يستطيع أن يسدد ثمن الوجبة فعليه أن يفعل ذلك. وحينما اضطر رواد المطعم ممن كانوا يستطيعون سداد ثمن وجباتهم على البقاء في المنزل بسبب جائحة كورونا، اضطر منان إلى إغلاق المطعم مؤقتًا. لكن عندما لاح في الأفق أن المطعم قد يغلق أبوابه إلى الأبد، اقترح عليه أحد الأصدقاء شن حملة تبرعات لكي يستمر المطعم في نشاطه التجاري. وخلال أيام قليلة تعهد المتبرعون بتوفير ضعف المبلغ الذي كان مستهدفًا. وكان من بين المتبرعين أشخاص من مختلف أرجاء العالم رغبة منهم في أن يظل المطعم مفتوحًا وأن يستطيع منان مواصلة إطعام المحتاجين.
ونتيجة لتلك التبرعات ظل مطعم سكينة للشواء الحلال مفتوحًا لأي شخص يحتاج للحصول على وجبة طعام ساخنة. ويأمل منان في أن يكون مشروعه مصدر إلهام لغيره لافتتاح مطاعم مماثلة في كل الولايات الخمسين وبقية العالم، بدءًا من بلده الأصلي باكستان.
وقال منان: “إنه ليس مجرد مطعم، إنها مهمة. وأود لو أستطيع أن أقنع المطاعم الأخرى في المناطق التي يوجد بها الكثير من المشردين.” لمساعدة من هم أكثر تعرضًا للجوع.
الربط بين الثقافات عبر المقاهي
خالدة بروهي، حظيت بالثناء نظرًا لموقفها العلني ضد ما يسمى بجرائم الشرف في باكستان. فقد تم تكريمها مرتين في قائمة مجلة فوربس “30 أقل من 30” تقديرًا لجهودها كرائدة أعمال اجتماعية، وحصلت على درجة الزمالة من إدارة وسائل الإعلام بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في العام 2014.
وتهدف المنظمة غير الحكومية التي أسستها بروهي، واسمها شوغر (Sughar) إلى تمكين الفتيات والسيدات في المجتمعات القبلية والريفية لأن يصبحن قائدات في مجال حقوق المرأة.
يذكر أن بروهي هي أحد أعضاء قبيلة براهوي في منطقة بلوشستان الباكستانية، وأنها بدأت تأسيس منظمة شوغر حينما كان عمرها 16 عامًا بعد مقتل صديقة لها وقعت في حب رجل خارج إطار الزواج.
وقالت بروهي أثناء مشاركتها في منتدى تيدتوك (TedTalk) في العام 2015 “إن عادة أو تقليد القتل ليس له أي مغزى أو مبرر بالنسبة لي. وأدركت آنذاك أنني يجب أن أفعل شيئًا بشأنه. لم يكن ذلك الشيء هو الانخراط في البكاء إلى أن يغلبني النوم. لكنه كان أن أفعل شيئًا- أي شيء- لكي أوقفه.”
كما بدأت بروهي مشروعات اجتماعية في الولايات المتحدة حيث تقيم مع زوجها.
وكان تشاي سبوت (Chai Spot) المطعم الذي أسسته بروهي ليربط بين الأميركيين والثقافة الباكستانية. وللمطعم مواقع في مدينة نيويورك ومدينة سيدونا بولاية أريزونا. وتتبرع بروهي بنصف أرباح المطعم على شكل منح دراسية وهبات للنساء في المناطق الريفية بباكستان.
بيع أحذية ودعم المجتمع
التقت سيدرا قاسم مع وقاص علي في أوكارا بباكستان، وكانا يحلمان ببدء مشروعهما التجاري معًا. وفي العام 2012 انطلقت شركتهما ماركور (Markhor)، وهي شركة لتصنيع الأحذية الجلدية للمناسبات الرسمية التي يصنعها الحرفيون في بلدتهم.
وفي العام 2015، تم قبول الزوجين في برنامج (Y) وهو مشروع للقطاع الخاص الأميركي يحتضن مشروعات ريادة الأعمال الناشئة ليعجل بتطويرها وتحسينها، مثل مشروع سيدرا ووقاص، اللذين انتقلا إلى كاليفورنيا حيث واصلا العمل لتطوير تصميمات مشروعهما.
وفي لقاء أجري معها في العام 2020 قالت سيدرا قاسم “إن اللغة كانت عائقًا، والخلفية الثقافية كانت عائقًا، ولم تكن هناك أموال متوفرة، ولم يكن هناك تعليم سليم- كل تلك الأمور. لكننا كنا محظوظين إلى حد كبير.”
وأثناء وجودهما في كاليفورنيا، قاما بتطوير خطة لشركة أخرى للأحذية، شركة أتومز (Atoms)، بعد أن لاحظا نمط ما يرتديه العاملون في وادي السليكون من أحذية في الشوارع. نقل قاسم وعلي عملياتهما إلى نيويورك في العام 2018. وهناك، كانا يبيعان الفائض من منتجاتهما على موقعهما الإلكتروني بدعوات خاصة.
ونجح الزوجان في أن تصبح لديهما قائمة انتظار تضم 40 ألف شخص. وبذلك القدر من الشعبية استطاعا أن يجذبا اهتمام المستثمرين وأن يعلنا عن مشروعهما للبيع بالتجزئة في العام 2019.
وقال علي “إن أقصى ما نتمناه هو أن يكون إنشاء شركة أتومز لتصبح شركة مهمة. إنه ليس مجرد القدرة على تصنيع منتج رائع، وإنما هو القدرة على تكرار ذلك مرات ومرات، وأن نصبح أفضل وأفضل.”