عندما تم تشخيص المرض الذي أصاب ستيفن هوكينغ في سن الحادية والعشرين على أنه مرض “لو غهريك” (وهو مرض يسبب تلف الخلايا العصبية في المخ والحبل الشوكى بالعمود الفقري وبالتالي بفقد المصاب به القدرة على الحركة إلى أن يؤدي للوفاة) ، قيل له إنه لن يعيش سوى سنتين. غير أن هوكينغ لم يكتف بتحدي آراء خبراء الطب فحسب، إنما أصبح عالمًا مشهور عالميًا غير الطريقة التي ننظر بها إلى الكون. وفي الفيلم الذي عُرض مؤخرًا بعنوان “نظرية كل شيء” نتعرف على قصته.
البروفسور هوكينغ، الذي يحتفل بعيد ميلاده الـ 73 في 8 كانون الثاني/يناير، ليس الشخص الوحيد من ذوي الإعاقة الذي كان عليه مواجهة العوائق للحصول على التعليم والتخصص في مجال العلوم. ويشكل الذين يعانون من إعاقة أحد أكبر التجمعات الإنسانية التي لا يُستفاد منها ممن يحتمل كونهم من العلماء والمهندسين والتقنيين. وحتى الآن ما زلوا غير ممثَّلين بدرجة كافية نظرًا لأن إعاقتهم تجعل من الصعب عليهم المشاركة في البرامج الأكاديمية، ولا سيما البرامج التي تشمل التدريب العملي في المختبرات والاختبارات الميدانية.
وفي سبيل رفع مستوى الوعي حول قدرات المعوقين وتعزيز إمكانية المساواة في الحصول على التعليم والعمل في مجال العلوم ، كرّم البيت الأبيض 14 بطلا من أبطال التغيير لدورهم في قيادة الطريق. وكان من بينهم:
رافائيل سان ميغيل، الذي كان يرغب، مثله مثل معظم الأطفال، أن يكون رائد فضاء، لكنه لم يستطع ذلك لأنه كان أصم. لذا فإنه اختار المجال التالي من حيث الأفضلية بالنسبة له: فقد التحق ببرنامج مكوك الفضاء التابع لوكالة ناسا كعالم. وهو الآن كيميائي متخصص في النكهات بشركة كوكا كولا. وقد ابتكر رافائيل سلسلة من التجارب التعليمية المسلية لتشجيع الطلاب الشباب على مواصلة التعليم في العلوم والرياضيات.
نسرين الطائي، طالبة كيمياء حيوية تُجري بحثًا حول طرق الحد من الإصابة بالنوبات القلبية بين الراشدين الشباب. وقالت إنها تدين بالفضل للتسهيلات التي تلقتها كطالبة بموجب قانون الأميركيين المعوقين، الذي سيُحتفل بالذكرى السنوية الـ 25 لصدوره في هذا العام. نظرًا لكون نسرين متحمسة لأن ترد الجميل، فقد تطوعت نسرين الآن كمدرسة علوم وترشد طلاب المدارس الثانوية من ذوي الإعاقة.
رالف براون، الذي تم تشخيصه بأنه مصاب بخلل في النخاع الشوكي في سن مبكرة. وبعد استخدامه كرسي متحرك تقليدي في شبابه، انطلق إلى ابتكار أول دراجة نارية صغيرة (سكوتر) في العالم تعمل بمحرك كهربائي لراكب واحد. وبعد انقضاء سنوات قليلة، عاد رالف مجددًا إلى حياة الابتكار، إذ طور مصعدًا للكرسي المتحرك يمكّنه من الصعود إلى الحافلات الصغيرة. واليوم، باتت شركته أحدى الشركات الرائدة في مجال مصاعد الكراسي المتحركة للصعود إلى الحافلات.
يثبت هؤلاء القادة أنه عندما تتكافأ الفرص أمام الجميع يستطيع ذوو الإعاقة التفوق في مجال العلوم، وتطوير المنتجات والابتكارات الجديدة، ويستطيعون تأسيس شركات أعمال ناجحة، ويساهمون بصورة متساوية في اقتصاداتنا ومجتمعاتنا.