لقد تجرأ ايلون ماسك على مغامرة لم يتجرأ عليها أحد قبله. فبعد أن شارك في تأسيس شركة باي بال التي تسمح للمستخدمين تحويل الأموال عبر الانترنت، أنشأ شركة السيارات الكهربائية الفخمة، تيسلا. لماذا؟ لأن المحافظة على نقاء هواء الأرض تعتبر مسألة هامة بين أولوياته الشخصية وأعماله التجارية. فماسك يؤمن بأنه ينبغي على المزيد من الناس اقتناء سيارات كهربائية لا تلوث الجو.
يقول ماسك في مدونته إن هذا هو أحد الأسباب التي تدفعه إلى جعل براءات الاختراع لسيارة تيسلا الكهربائية مفتوحة المصدر– أي متاحة لأي مصنّع يرغب، “بحسن نية”، في استخدام تكنولوجيتنا.”

وقد كتب على مدونته يقول: “يستحيل على شركة تيسلا أن تصنع سيارات كهربائية بالسرعة الكافية اللازمة لمعالجة أزمة غاز الكربون لأننا نعتقد أن شركة تيسلا، وغيرها من الشركات التي تصنع السيارات الكهربائية، وكل العالم، سوف يستفيدون من منصة تكنولوجيا مشتركة سريعة التطور.”
فعلاوة على سيارات يبلغ سعرها 100 ألف دولار، تصنع شركة تيسلا بطاريات ذات قدرة عالية لشركات مرافق الكهرباء العامة وشركات الأعمال وأصحاب المنازل. وقد أطلقت بطارية باسم باوروال (Powerwall) للاستخدامات المنزلية في نيسان/أبريل الماضي. تعتبر صناعة السيارات الكهربائية والبطاريات من الأعمال التجارية الكبرى في المستقبل بالنسبة لروّاد الأعمال من أمثال ماسك.
استنادًا إلى الشركة، فإن سيارات تيسلا للمسافات الأطول يمكنها قطع مسافة قدرها 483 كيلومترًا على شحنة كهربائية واحدة. ولكن هل تستطيع سيارات تيسلا الكهربائية وبطارياتها المرتفعة الثمن الانطلاق في دول مثل الهند والصين، حيث يشكل تلوث الهواء مشكلة ملّحة؟ زار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي شركة تيسلا خلال وجوده في الولايات المتحدة في أيلول/سبتمبر- ربما لكي يرى ما إذا كان من الممكن تصنيع نموذج لتيسلا بسعر معقول وميسور في الهند. فهذا الإنتاج الجديد يمكنه أن يخلق المزيد من فرص العمل في الهند والمنافسة لشركتي ماهيندرا وتاتا اللتين تصنعان السيارات الكهربائية في الوقت الراهن. وقال ملسك، الذي أطلع مودي على المصنع، إنهما بحثا في كيف يمكن للألواح والبطاريات الشمسية أن تجلب الكهرباء إلى المجتمعات الريفية، وتتخطى شبكة الطاقة الكهربائية المعتادة والذهاب مباشرة إلى توليد الطاقة المستدامة من خارج الشبكة.

مونيكا فارمان المولودة في الهند والمرشحة لنيل شهادة الماجستير في كلية إدارة الأعمال من جامعة هارفارد الأميركية، والتي عملت سابقًا في شركة تيسلا، متفائلة، إلا أنها تقر بأن على الهند أولاً أن تقوي شبكتها الكهربائية العامة. وإلى أن يتحقق ذلك، فإنها تقول، “أعتقد أن الطريقة التي تستطيع بها السيارات الكهربائية الانطلاق هي الجمع بينها وبين مصدر ما من مصادر توزيع الطاقة الكهربائية. وفي حال كانت مواقع شحن السيارات منفصلة عن الشبكة الكهربائية– أي ما يسمى بالتوليد الموزع– وأصبح الناس يملكون ألواحًا شمسية ووسائل لتخزين الطاقة في منازلهم لشحن سياراتهم الكهربائية، فإنني أعتقد أن ذلك قد يجعل النجاح ممكنًا. وقد ينجح أيضًا في وسائل النقل العامة كالحافلات.”

وخلال مناسبة أقامها معهد اديسون للكهرباء في تموز/يوليو، أعرب ماسك، عن اعتقاده بأن الطاقة الشمسية لديها أكبر الفرص الواعدة بالمقارنة مع غيرها من تكنولوجيات الطاقة المتجددة المتاحة.
واختتم ماسك، الذي يطمح في أن يتمكن من النفاذ في أقطار السموات والأرض (نظرًا لمشروعه المسمى سبيس أكس للعثور على كواكب صالحة للحياة)، “إذا كان الشيء مهمًا بما فيه الكفاية، حتى لو كانت الظروف في غير صالحك، إلا أنه مع ذلك يتيعن عليك القيام به.”