
قبل خمسة وعشرين عامًا، فرض قانون الأميركيين المعوقين الصادر حديثًا حينذاك على شركات الأعمال توفير التسهيلات اللازمة لتمكين ذوي الإعاقة من أداء أية وظيفة يكونون مؤهلين لها. وبذلك مكّن القانون ملايين الأميركيين المعوقين من تحقيق إمكاناتهم والانضمام إلى القوة العاملة، كما وفّر القانون للشركات إمكانية الاستفادة من مجموعة من العمال لم تكن مستغلة بصورة كافية من قبل.
بعض هذه التسهيلات الضرورية لا تكون ملموسة، مثل وضع حد للوزن الذي يمكن أن يرفعه عامل يعاني من إصابة في الظهر أو العمود الفقري، أو إجراء تعديل على برنامج عمل موظف يعاني من إعاقة في الجهاز العصبي.
كما تتطلب التسهيلات الأخرى تأمين معدات أو ترتيبات خاصة – مثل تأمين مكتب أعلى لموظف يتنقل على كرسي متحرك، أو إتاحة الإمكانية لموظف أصم للوصول إلى مفسر للغة الإشارات.
لقد ساهمت التقدمات التكنولوجية في تحفيز تقديم تسهيلات لم يكن أحد يحلم بها عند إصدار قانون الأميركيين المعوقين قبل ربع قرن من الزمن. فأصبحت الأدوات التي تسمح للمكفوفين والصم بتصفح المواقع الإلكترونية ذات أهمية حاسمة في أمكنة العمل في الولايات المتحدة اليوم.

نصَّ قانون الأميركيين المعوقين على اتخاذ شركات الهاتف والإنترنت تدابير تسمح للذين يعانون من إعاقة في حاستي السمع والنطق الاتصال بالهاتف. وعلى الرغم من أن الآلة الكاتبة اللاسلكية كانت قد حولت منذ أواخر ستينيات القرن الماضي الصوت إلى نص عبر خطوط الهاتف العادية، فقد شهدت السنوات التي تلت صدور قانون الأميركيين المعوقين ابتكارات ثورية وأدوات جديدة جعلت الاتصالات اللاسلكية أسرع وبالإمكان الاعتماد عليها أكثر بالنسبة للصم والبكم.
وباتت المحادثات الهاتفية التي تترافق مع الكتابة بالوقت الحقيقي توفر وسيلة أسرع بكثير للصم لكي يتمكنوا من “سماع” المكالمات الهاتفية وبذلك المشاركة بالكامل في الاقتصاد العالمي الحديث السريع الوتيرة.

ومن بين أنجح التكنولوجيات لذوي السمع الضعيف توفّر خدمة نقل أفلام الفيديو. تربط هذه الخدمة المستخدم الأصم بطرف آخر ومفسر للغة الإشارات، كما تتيح الاتصال بسرعة أكبر بكثير مما كانت تتيحه الأنظمة السابقة المستندة إلى النص. تمكّن السرعة الإضافية التفاعل السريع الضروري لعقد اجتماع في قاعة اجتماع أو لإجراء مقابلة عمل.
ومع استمرار تطور التكنولوجيا المساعدة، فإنها تساعد على تحقيق وعد قانون الأميركيين المعوقين لتمكين الأشخاص المعوقين من الإسهام الكامل في العالم من حولهم في كل من مجال الأعمال وفي الحياة عامة.