هل تعلم أن المباني هي مصدر حوالى ثلث الانبعاثات الناجمة عن غاز الكربون في العالم؟

تتخذ شركة تكساس إنسترومنتس الموجودة في الفلبين إجراءات لمعالجة هذه المشكلة. علمًا أن هذه الشركة التي تعتبر أكبر مؤسّسة مصدّرة في الفليبين- وشبه الموصلات لديها تمد بالطاقة جميع أنواع الأجهزة الإلكترونية- قوية بأفكار موظفيها ولكن صغيرة ببصمتها البيئية.

المباني الخضراء، والنجوم الذهبية

كوّة في سقف مبنى تعكس النور من الخارج إلى ردهة وسلم داخل مبنى (Courtesy of TI Philippines)

وقد احتضنت شركة تكساس إنسترومنتس في الفلبين معايير نظام الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة (ليد). هو نظام معترف به دوليًا بأنه مقياس تصميم وإنشاء وتشغيل مبانٍ مراعية للبيئة وعالية الأداء. وهذه طريقة أخرى تريد الشركة بها القول بأن مرافقها للتصنيع صمّمت لغرض الحفاظ على مصادر المياه والطاقة وبحيث يكون لها أقل أثر على البيئة.

المدير التنفيذي لشركة تكساس إنسترومنتس، فيكتور مارتينيز، يعتز بأن شركته أنشأت أول مرفق تصنيع معتمد من قبل نظام “ليد” في الفلبين. وحتى الفضلات والنفايات الناتجة عن البناء جرى إما تدويرها أو إعادة استخدامها، حيث عمل مشروع المناحل الوطني الفلبيني على تحويل حمولة شاحنة من مواد الأقفاص إلى خلايا نحل منتجة.

وحتى السطح يمكن أن يحدث فارقًا. ففي أحد مرافق الشركة تنمو النباتات على سطح المبنى. وباستخدام مواد عاكسة للضوء في بناء السطوح تساعد ذلك على إبقاء المبنى باردًا.

وبفضل خطوات من هذا القبيل خفضت الشركة استهلاكها من الطاقة بواقع الربع تقريبًا واستخدام الماء بواقع ثلاثة أرباع تقريبًا. وهذا عمل ذكي. فالبيئة تكون الكاسبة، كما تتمتع الشركة بتوفير ملحوظ في مصروفاتها طويلة الأجل.

القيادة البيئية

إن التزام هذه الشركة يتجاوز مبانيها. فبرامج عملها في المجالين التربوي والبيئي تنطوي على غرس أشجار وتخصيص أيام يطلب خلالها من الموظفين ركوب الدراجات الهوائية إلى مكان العمل. كما أنها “تبنت” مجاري مياه لغرض تنظيفها ودعمت جهودًا لمنع تفشي حمّى االضنك التي ينقلها البعوض.

لكن لغرض إحداث تغيير فعلا، تدرك هذه الشركة الفلبينية أنه عليها أن تساهم في تثقيف وتوعية المواطنين الحريصين على البيئة. وبالعمل مع ثلاث جامعات محلية طوّرت الشركة منهجًا لمقرّر دراسي لمساعدة الطلاب على تعلم كيفية تدبير الموارد بصورة مستدامة.  كما تعاونت مع حكومة الفلبين على سن قانون خاص بالمباني الخضراء يساعد البلاد على التحوّل إلى اقتصاد ذي بصمة كربون منخفضة.

وقد حظيت جهود الشركة بالإشادة والإطراء.

قالت المديرة العامة لسلطة المنطقة الإقتصادية في الفلبين، ليليا دي ليما، في هذا الصدد: “إن وجود الشركة في الفلبين اجتذب بصورة ملموسة عددًا من كبار المستثمرين الأجانب. وذلك كونها تمثل قدوة يحتذى بها على الشراكة بين القطاعين العام والخاص وهي شراكة تعمل على إيجاد توازن بين العمليات التجارية والحماية البيئية.”

وصاغ مارتينيز ما يجري بصريح العبارة؛ واصفًا التزام الشركة تجاه البيئة بأنه “بمثابة مرآة لقيمنا وتعهدنا بجعل العالم أذكى، وأكثر أمانًا، وأكثر رفقًا بالبيئة، وأقل خطرًا على الصحة، وأكثر متعة.”

شركة تكساس إنسترومنتس في الفلبين هي من بين المرشحين النهائيين للفوز بجائزة وزير الخارجية الأميركية لتميز الشركات للعام 2015  في فئة دعم الاستدامة البيئية. وهذه الجائزة التي أنشئت في العام 1999، تكرّم الشركات الأميركية الرائدة في مجال ممارسات الأعمال المسؤولة.