عندما كانت شركة فويستالبين النمساوية المتخصصة في صناعات الصلب (الفولاذ) تبحث عن المكان المناسب في الولايات المتحدة لتجميع قطع الغيار لمصنعي السيارات الفاخرة، بدا الجنوب الأميركي مكانا مثاليا.

إذ يقول بيتر شواب، وهو عضو في مجلس إدارة فوستاستال ورئيس شعبة تشكيل المعادن فيها، “لقد تبعنا زبائننا”.

يقع مصنع الشركة في كارترزفيل، بولاية جورجيا، على بعد 330 كيلومترا من مدينة سبارتنبورغ ، في ولاية ساوث كارولاينا، التي يوجد بها أكبر مصنع في العالم تابع لشركة بي إم دبليو. كما تبعد أيضا بالمسافة نفسها عن مصنع شركة مرسيدس بنز في مدينة توسكوسا، بولاية ألاباما، وأقل من تلك المسافة بمقدار النصف عن مصنع شركة فولكس فاغن في مدينة تشاتانوغا، ولاية تنيسي.

Close-up of BMW logo on hubcap (© Brent Lewin/Bloomberg/Getty Images)
مصنع شركة فويستالبين في مدينة كارترزفيل يقع على مقربة من مصنع شركة بي إم دبليو كما أنه لا يبعد كثيرا عن الزبائن الآخرين. (© Brent Lewin/Bloomberg/Getty Images)

توظف شركة فويستالبين 2400 شخص في 47 موقعا تابعا لها في الولايات المتحدة، بما في ذلك 280 شخص في مصنع كارترزفيل، الذي يمرّ حاليا بالمرحلة الثالثة من عمليات التوسعة التي تجريها الشركة.

تمثل توعية الشركات والمستثمرين الدوليين بشأن إيجابيات ممارسة الأعمال التجارية في الولايات المتحدة أولوية قصوى بالنسبة للبيت الأبيض. فالولايات المتحدة تجتذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة أكثر من أي بلد آخر. فقد بلغت قيمة الاستثمارات الأجنبية نحو 3.7 تريليون دولار في العام 2016، ووفرت نحو 7 ملايين وظيفة.

وقد استثمرت شركة فويستالبين، المختصة في صناعة الصلب العالية الدقة وقطع الغيار المعدنية للسكك الحديدية وشركات الفضاء والطاقة فضلا عن شركات صناعة السيارات، 1.4 بليون دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات الخمس المنصرمة.

يعكف الموظفون التابعون لبرنامج وزارة التجارة الأميركية المعروف باسم اختاروا الولايات المتحدة والملحقون التجاريون في السفارات الأميركية حول العالم على اجتذاب المستثمرين الأجانب ومساعدة الشركات الحديثة العهد في الولايات المتحدة في التغلب على العقبات التي تعترض طريقها.

في الواقع، فإن كل الولايات الأميركية الخمسين تخوض منافسات حامية الوطيس على اجتذاب المشروعات التجارية الجديدة. وقد أعجب شواب بالزيارة التي قام بها حاكم جورجيا ناثان ديل لمقر الشركة في مدينة لينز النمساوية.

وقد تم إيفاد فيليب شولتز المدير الإداري لمصنع مكونات قطع غيار السيارات في كارترزفيل إلى الولايات المتحدة للبحث عن الموقع الأمثل. وقال في حديثه بهذا الخصوص: ” درسنا 33 احتمالا في ثلاث ولايات”، جميعها تقدم حوافز ضريبة وحوافز أخرى. ولكن أحد العوامل التي اجتذبتنا إلى كارترزفيل، التي لا تبعد عن أتلانتا، سوى 64 كيلومترا، هو التسهيلات المقدمة لممارسة المشروعات التجارية هناك.

كما اكتشفت الشركة أن المدارس والكليات والجامعات تحرص على العمل معها وذلك من خلال توفير دورات تدريبة على المهارات اللازمة لتشغيل الأجهزة والمعدات المستخدمة في المصنع. فإذا واجه الميكانيكيون في جورجيا مشاكل غير عادية، يستطيعون ارتداء ما يُعرف بالنظارات الذكية أو نظارات الواقع المعزز (augmented reality glasses) التي تتيح للاختصاصيين في شركة شقيقة في ألمانيا مساعدتهم على حلها.

أعلاه: تغريدة تقول، الموظفون الذي يستخدمون نظّارات إتش إم دي العاملون في مصنع كارترزفيل يتلقون الدعم من الخبراء الاختصاصيين في ألمانيا.

مدنية كارترزفيل تستضيف أيضا مصنع شركة تويو للإطارات. وتجدر الإشارة إلى أن ما يقرب من 12 في المئة من القوى العاملة في المقاطعة توظفهم شركات فرعية أجنبية.

ويقول شولتز “إنه مجتمع دولي مثير للإعجاب ولديه الكثير من المنافع التي لا تتوقع أن تتوفر في مدينة بهذا الحجم. حتى أنه يوجد لديهم متحفان عظيمان.”

ويقول مفوض مقاطعة بارتو ستيف تايلور ” إننا في وضع رائع عندما يتعلق الأمر بصناعة السيارات. وهناك الكثير من شركات الصناعات الأخرى التي باتت تنظر إلى نموذجنا.”

وقال تايلور “إنه بفضل التكنولوجيا والأتمتة ( التشغيل الآلي الأوتوماتيكي)، أصبحت المصانع تعود إلى أميركا.”

بالنسبة للشركات التي تفكر في الاستثمار في الولايات المتحدة، يقدم شواب هذه المشورة: “إذا كان لديكم أسئلة، اطرحوها وسوف تحصلون على الإجابات الشافية. فالناس في الولايات المتحدة ودودون جدا “.