شوبام بانارجي لم يكن يدري ما تعنيه الكتابة بطريقة بريل حتى العام الماضي حينما تلقت أسرته إعلانًا يطلب تبرعات مالية لمساعدة المكفوفين. وحينما استفهم الشاب كيف يستطيع المكفوفون القراءة، اقترح عليه والده أن يستكشف ذلك بنفسه بالبحث على موقع “غوغل”.

وهكذا عرف شوبام عن الكتابة أو الطباعة بطريقة بريل وهو النظام الذي يتكون من ثقوب نافرة بطريقة معينة – يمكن التعرف عليها عن طريق اللمس – بحيث يستطيع 285 مليون ضرير ومحدود البصر في العالم أجمع القراءة والكتابة. لكنه اكتشف كذلك كم تكلف طابعات بريل – 2000  دولار أو أكثر – مما يجعلها دون متناول الكثيرين.

طابعة ليغو للمكفوفين (Neil Banerjee)
طابعة بريغو التي صنعها شوبام بانارجي من مكعبات ليغوس لخدمة المكفوفين. (Neil Banerjee)

ولأن شوبام يعتقد أن “الإنجازات التكنولوجية المتقدمة ينبغي أن تساعد البشرية، لا أن تصبح عبئا بسبب التكلفة.” فقد استخدم شغفه بمكعبات ليغوس في تركيب طابعة بريل تبلغ تكلفتها أقل من الـ500 دولار. وباستخدام طاقم مكعبات (Lego Mindstorms EV3) وبعض اللوازم التي اشتراها من محل لبيع مكونات الآلات والأجهزة نجح في تصميم نموذج لآلة الطباعة الرخيصة نسبيًا وأطلق عليه اسم بريغو (Braigo)، التي كان اسمها مزيجا جمع بين كلمتي” بريل” و”ليغو”.

وأمضى شوبام ليال كثيرة وهو يطور اختراعه على طاولة المطبخ رغم أنه كان لا يعرف كيف سيستقبله الجمهور. لكنه قال: “لو لم أحاول لما أيقنت ما إذا كان هذا الاختراع سينجح أو يفشل.”

لكنه نجح فعلا. وتلقى ردود فعل إيجابية من مركز محلي للمكفوفين وبعدها قام بجولات عديدة في الولايات الأميركية لشرح كيف تعمل طابعة بريغو، وكان ضمن ذلك معرض أقيم في البيت الأبيض في الصيف الماضي. وفي أيلول/سبتمبر أصبح شوبام أصغر رائد أعمال يتلقى تمويلا لتنفيذ اختراعه حينما قررت شركة “إنتل” التي تصنع رقائق أجهزة الكمبيوتر الاستثمار في الطابعة.

ويوم 4 كانون الثاني/يناير هو اليوم العالمي لذكرى بريل الذي يحتفل بميلاد لويس بريل مخترع النظام الذي يعمل بمساعدة الثقوب النافرة. كما أنه تذكير بأنه يمكن عمل المزيد لتعزيز المساواة قي الفرص أمام المكفوفين وذوي العاهات البصرية.

ومثل شوبام يمكنك أنت أن تحدث فارقا. وكما يقول الصبي المخترع: “إذا كنت تعتقد أنه يمكن إنجازها إذن يرجح أنه سيمكن إنجازها”.