
في حين حطمت كاملا هاريس بعض الأسقف الزجاجية بشكل رمزي- لتصبح أول امرأة، وأول أميركية سوداء وأول أميركية من جنوب آسيا يتم انتخابها نائبة للرئيس– إلا أن الفنان السويسري سيمون بيرغر قد فعل ذلك حرفيا بكل معنى الكلمة.
يُستخدم مصطلح السقف الزجاجي للإشارة إلى حاجز غير مرئي ولكنه حقيقي يقف حجرة عثرة أمام تقدم المرأة أو الأقليات. أما بيرغر فقد صادف أنه صانع زجاج بارع.
إذ رسم صورة شخصية لهاريس باستخدام زجاج الأمان، الذي يحتوي على طبقة من البلاستيك في الوسط بحيث عندما يتم كسره فإنه يجعل الشبكات العنكبوتية تتهشم بدلا من أن تتحطم بالكامل. وقد شحذ أسلوبه بالنقر على الزجاج بمستويات متفاوتة من الإصرار المثابرة والقوة لجعل تلك الشقوق تكوّن صورا نابضة بالحياة بشكل ملحوظ.
وقد عُرضت الصورة الشخصية التي رسمها بيرغر لهاريس في العاصمة الأميركية في أوائل شباط/فبراير، في المنطقة الواقعة بين نصب واشنطن التذكاري ونصب لنكون التذكاري، في مكان بارز في الحديقة الشهيرة المعروفة باسم المول الوطني.

قدم المشروع المتحف الوطني لتاريخ المرأة، وهو مجموعة مقتنيات معروضة على الإنترنت ستنمو في نهاية المطاف ليكون لها مبنى متحف فعلي في واشنطن، كما شارك في تقديم المشروع شبكة (Cheif) تشيف، وهي شبكة للقيادات النسائية. هذه القطعة الفنية مملوكة لوكالة إبداعية اسمها بي بي إتش موجودة في نيويورك. وعلى الرغم من أن اللوحة قد تحركت من المول الوطني، إلا أن المتحف يخطط لتركيبها في المستقبل. ويجري النظر في خطط لإرسالها في جولة قريبا.
وقالت هولي هوتشنر، الرئيسة والمديرة التنفيذية للمتحف، “إن التمثيل مهم، لا سيما في صناديق الاقتراع، وتنصيب كاملا هاريس أول امرأة، وأول امرأة ملونة، لتبوؤ منصب نائب رئيس الولايات المتحدة، تمثل معلمًا بارزًا في التاريخ الأميركي.
وقالت هوتشنر “إن التقدم الذي تم إحرازه اليوم مبني على إرث النساء اللواتي جئن من قبل – الرائدات، مثل كاملا، اللواتي رفعن أصواتهن، واشتركن في مسيرات من أجل حقوقهن، وترشحن لمناصب عامة بالانتخاب. إنهن النساء اللواتي أحدثن شروخا في الأسقف الزجاجية حتى تتمكن النساء الأخريات من تحطيمها.”
واليوم، توجد صورة للوحة الزجاجية على شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى مجموعة وسائط متعددة، بما في ذلك فيلم عن محطمي الأسقف الزجاجية الذين كانوا الأوائل في مناصبهم.
كان الأساس الذي بنى عليه بيرغر لوحته الزجاجية هو صورة التقطتها سيليست سلومان، المصورة بمدينة نيويورك. قام بيرغر بتشكيل مساحات فاتحة وداكنة على اللوحة باستخدام مطرقة في تقنية كان رائدًا فيها. وأبرز التباين اللوني من خلال زجاج الأمان الرقائقي الداكن والشروخ البيضاء، وكان ماهرا بما يكفي لجعل ذلك يبدو وكأنه رسومات. يبلغ طول لوحة هاريس 1.8 مترًا وتزن حوالي 160 كيلوجرامًا.
وللوحة معجب يحظى بأهمية خاصة: فقد شاهدها الرجل الثاني دوغ إمهو (زوج كاملا هاريس) في المتنزه الوطني ووصفها بأنها “رائعة بشكل لا يُصدق.”