هارييت تبمان، الناشطة المناهضة للعبودية، تدخل التاريخ من جديد. إذ ستصبح أول امرأة، وأول أميركية من أصل أفريقي تظهر صورتها على ورقة نقد رئيسية في الولايات المتحدة.
وتبمان التي هربت من وجه الاستعباد وساعدت في تحرير عبيد آخرين، ستظهر صورتها على وجه ورقة النقد من فئة العشرين دولارًا، حيث ستحل صورتها محل صورة الرئيس السابع للولايات المتحدة، أندرو جاكسون، الذي كان يمتلك رقيقا.

لكن صورة جاكسون ستُطبع على ظهر ورقة العشرين دولارًا النقدية التي سيُعاد تصميمها.
وفي إعلانه عن تغيير الصورة على الورقة النقدية يوم 20 نيسان/إبريل، قال وزير المالية الأميركي جيكوب “إن هارييت تبمان لم تكن مجرد شخصية تاريخية، إنما هي نموذج يُقتدى به في الزعامة والمشاركة في ديمقراطيتنا.”
ولدت تبمان في العبودية، وبعد هروبها عادت إلى الولايات التي كانت ما زالت تسمح بالعبودية مرات كثيرة للمساعدة في إخراج عبيد آخرين آمنين وتوجههم نحو الولايات الشمالية التي تحررت من العبودية، وإلى كندا. وبعد ذلك كافحت من أجل حصول النساء على حق التصويت.
وماذا عن هاميلتون؟
كان قرار وزارة المالية في العام الماضي طبعَ صورة سيدة على ورقة قد أثارت مشاعر المواطنين.
كان الاقتراح المبدئي يدعو لوضع صورة سيدة على ورقة العشر دولارات التي تحمل حاليًا صورة ألكساندر هاميلتون الذي ساعد في تأسيس النظام المصرفي الأميركي.
لكن “هاميلتون” الآن عنوان مسرحية موسيقية تتخللها موسيقى الهيب هوب لاقت إقبالًا كبيرًا في أحد مسارح برودواي بنيويورك، وتدور حول هاميلتون، أحد الآباء المؤسسين للبلاد وتتناول سيرته منذ طفولته كصبي يتيم في منطقة البحر الكاريبي وحتى مصرعه إثر مبارزة بالسيف على يد نائب الرئيس آنذاك آرون بير في 1804.

وقال كثيرون لوزارة المالية إن هاميلتون، الذي شغل منصب أول وزير مالية أميركي، ينبغي أن يبقى على ورقة العشر دولارات، واقترحوا رفع صورة جاكسون عن ورقة العشرين دولارًا مشيرين إلى أن جاكسون كان يمتلك عبيدًا وكان له دور فعال في طرد الأميركيين الأصليين (الهنود الحمر) من أراضيهم.
كما حث مؤلف المسرحية وبطلها لين مانويل ميراندا الوزير لو على إبقاء صورة هاميلتون على ورقة العشر دولارات. وبعد اجتماعه به في الشهر الماضي، كتب ميراندا في حسابه على تويتر قائلا إن الوزير لو قال له: “ستكون سعيدًا جدا”. وفي الحقيقة أن الكثيرين سعدوا جدًا بهذا القرار.
وستبقى صورة هاميلتون على وجه الورقة النقدية من فئة 10 دولارات وعلى الظهر ستكرم ورقة النقد المعاد تصميمها زعيمات حركة منح النساء حق التصويت مثل لوسيا موت، وسوجورنر تروث، وسوزان بي أنثوني، وإليزابيث كيدي، وأليس بول.
كما أن ظهر ورقة الخمس دولارات الجديدة ستخلّد ذكرى أحداث جرت عند نصب لينكون التذكاري وساعدت في إضفاء صورة جديدة على التاريخ الأميركي، وشخصيات مثل ماريان أندرسون وإليانور روزفلت، ومارتن لوثر كينغ جونيور.
وستبقى صورة الرئيس لينكون على وجه ورقة الخمس دولارات.
وسيُرفع الستار عن التصاميم النهائية لأوراق النقد من فئة 5 و10 و20 دولارا في العام 2020 بالتزامن مع الذكرى السنوية المئوية لإقرار التعديل التاسع عشر للدستور الذي منحت النساء بموجبه حق التصويت.