من مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا الأميركية، إلى مدينتي أوستن وسان أنتونيو في ولاية تكساس ومنهما إلى لويزيانا ومدينة نيو أورلينز لتنتهي بمدينة بالتيمور في ولاية مريلاند شمال أميركا، كانت رحلة س. أ. الطالبة العراقية مع ستة طلاب من برنامج فولبرايت في رحلة قطار بحثية لتنتهي بحلقة نقاش ضمن مشروع قطار الألفية (MTP) (Millennial Trains Project).

وأثناء رحلتهم في القطار تبادل الطلاب الأفكار مع الناس في المدن وتحدثوا عن الثقافات التي يحملونها معهم من بلدانهم الأم، وبذلك تمكّن الطلاب من التعرّف على جيل الألفية الأميركية، وكانت الرحلة فرصة للنقاش والتفكير في مشاريعهم التي يطمحون لتنفيذها في بلدانهم عند عودتهم.

كما تمكّن الطلاب من الاستفادة من خبرات الشباب من الدول الأخرى الممثلة بجنوب أفريقيا وبولندا وكمبوديا وألسلفادور وأفغانستان بالإضافة إلى الطالبة العراقية. وكان قد تم اختيارهم من بين 270 متقدمًا للمشاركة في هذه الرحلة البحثية، بحيث يكون هناك طالب واحد من كل منطقة جغرافية معيّنة.

طلاب فولبرايت مع رئيس بلدية نيو أورلينز - Exchanges Photos
طلاب فولبرايت مع رئيس بلدية نيو أورلينز – Exchanges Photos

لكل طالب من طلاب فولبرايت الستة مشروع بحثي، وكان مشروع الطالبة العراقية المميّز عن الزراعة الحضرية الذي يهدف إلى زيادة الأمن الغذائي في المجتمعات ذات الدخل المنخفض. ولتقدم تصميمًا لنموذج مثالي يمكن تطبيقه في مدن مختلفة من حيث المناخ والظروف الاجتماعية والاقتصادية. ترمي الطالبة العراقية إلى تنفيذ مشروعها في مدينتها بغداد في المستقبل.

حصلت س. أ. على منحة فولبرايت للدراسة في مجال البيئة في أميركا عن طريق التقدم بطلب إلى السفارة الأميركية في بغداد.

وبعد تجاوزها اختبارات المنافسة للقبول في الجامعات، تم قبولها في جامعة وسكونسن كرين بي لدراسة علوم سياسات البيئة. وتمكّنت من تجاوز التحديات التي واجهتها في دراستها في أميركا ومنها الاختلاف في الثقافة والتقاليد ونظام الدراسة المتقدم المبني على أساس البحث المتطور.

ركزت الطالبة العراقية في دراستها على الزراعة المكثفة في المدن وفي المساحات الصغيرة والضيقة لتوفير محصول زراعي عضوي للسكان. هذا النظام يمد المجتمع بوسيلة للحصول على محصول صحي بأسعار زهيدة ويزيد من المساحات الخضراء للمدن وينقي أجواءها.

وبسؤال الطالبة س. أ. عمّا ترغب بتحقيقه في المستقبل قالت: “أرغب بتحقيق مستقبل أفضل لي ولبلدي للنهوض بالجانب البيئي في ما يخص تلوث المياه والهواء والتربة وظاهرة التصحّر وغيرها الكثير من المشاكل البيئية. فهدفي الأول هو إحياء الجانب البيئي لبلدي حسبما تمكنني الظروف، علمًا بأنني لست المساهمة الأولى في هذا المجال، ولكني كطالبة فولبرايت، فإنني أحمل هذه الرسالة من منطلق بناء مجتمع صحي وسليم يتّصف بفهم أفضل للبيئة، ولتمكين المجتمع من المساهمة في حماية خيراته الطبيعية”.

وأضافت “ما أود تقديمه لبلدي هو بناء النظام الأمثل للزراعة في المدن من خلال دمج عدة تنقيات في منظومة واحدة. هذه التقنيات تعلمتها من خلال مشاركتي في رحلة القطار إلى ست مدن أميركية. إضافة إلى الخبرة التي اكتسبتها أثناء تدريبي في منظمة كبيرة في مدينة ملووكي- وسكونسن”.

وحينما سئلت الطالبة س.أ. كيف حققت دراستك في أميركا تغييرًا في حياتك وحياة الآخرين في محيطك  أجابت: “لقد غيرت حياتي بقدومي للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية ومواجهة الصعاب بمفردي، والتغلب عليها، وتحقيقًا لحلمي بالحصول على درجة الماجستير من جامعة أميركية، وهو أعظم إنجاز علمي في حياتي، وكل مجهود يبذله الإنسان لتغيير نفسه سوف ينعكس بالتأكيد على تغيير بلده ومجتمعه.