قالت سييرا بورديك، لاعبة خط الهجوم في فريق تنيسي لكرة السلة النسائية، هذا هو “جنون شهر آذار/مارس– من الممكن حدوث أي شيء خلاله.”

فريق السيدات المتطوّعات في جامعة تنيسي مصنّف في المرتبة السادسة ولا يلزمه سوى الفوز بمباراتين للوصول إلى مصافي فرق سويت سيكستين، وهي مجموعة النخبة المؤلفة من 16 فريقًا تمكنوا من الفوز من بين 64 فريقًا شاركوا في بطولة الرابطة القومية الرياضية للنساء بين الجامعات، وتسمى أيضًا جنون آذار/مارس.

في دورة بطولة سويت سكستين، من المرجح أن يواجه فريق تنيسي فريق أوريغون الواعد أو فريق جامعة غونزاغا للنساء الذي يشارك للمرة السابعة على التوالي في البطولة. في حال تمكن فريق السيدات المتطوعات من الوصول إلى مجموعة فرق النخبة الثمانية، فإن الاحتمالات تشير إلى أنه قد يواجه الفريق النسائي لجامعة ولاية مريلاند، الذي شق طريقه بنجاح عبر أول موسم له في مجموعة العشرة الكبار، وقد بات من الفرق المفضلة كثيرًا في البطولة.

ومن الطبيعي أن تشعر لاعبات مثل بورديك بالضغط. فهي أكدت أن “اللعبة هي بمثابة حالة ذهنية بنسبة 90 بالمئة لدي. إذ ينبغي عليّ أن استمر بتغذية عقلي بالأفكار الإيجابية وأن أزوّد نفسي بكلمات تثير الحماس. وأن لا أدع مجالاً للشك أو القلق يتغلغل إلى ذهني”.

وفي حين أن مباريات بطولة جنون آذار/مارس للرجال تستقطب المزيد من التغطية الإعلامية على شاشات التلفزيون، إلا أن المباريات النسائية تجري بشق الأنفس وترفع من مستوى الطموح الإعلامي لأفضل الفرق التي تقترب من مباراة البطولة. وحتى الرئيس أوباما بات يروج لفرقه النسائية المفضلة– ومن بينها فريق جامعة برينستون، الذي تلعب معه ابنة شقيقته ليزلي روبنسون.

وما وراء كل هذا الحماس الذي تثيره الفئة النسائية في جنون آذار/مارس هو قانون يعود إلى العام 1972 الذي جعل ذلك ممكنًا. ينص قانون يسمى الفصل التاسع، على أن جميع الكليات التي تتلقى تمويلاً فدراليًا ينبغي أن تمنح فرصًا متساوية في مجالات الرياضة وكذلك في المجالات الأكاديمية للذكور والإناث على حد سواء.

سييرا بورديك تقف متأهبة لمباراة بطولة كرة السلة للسيدات في الإتحاد القومي للرياضات الجامعية (Tennessee Athletics Photography)

كان تأثير ذلك قويًا على النساء في الألعاب الرياضية. إذ قبل دخول قانون الفصل التاسع حيّز التنفيذ لم تشارك سوى نسبة 3.7 بالمئة من فتيات المدارس الثانوية في الألعاب الرياضية. وبعد ست سنوات على صدوره، ارتفعت النسبة إلى 25 بالمئة. واليوم، تشارك نسبة 40 بالمئة منهن في هذه الألعاب.

بالنسبة لجيل بورديك، أحدث القانون فرقًا كبيرًا. فمع حلول الوقت الذي أصبحت فيه بعمر مناسب للمشاركة في الألعاب الرياضة، توفرت أمامها خيارات لم تكن متاحة لجيل والدتها. علقت  بورديك على ذلك قائلة “عندما كنت طفلة، كانت الرياضة كل ما أعرفه. لقد كنت أمارس الألعاب الرياضية على مدار السنة، سواء كان ذلك في مباريات كرة السلة أو كرة القدم أو البيسبول أو الجمباز أو السباحة… كنت ببساطة أعشق المنافسة”. حصل فريق كرة السلة في مدرستها الثانوية على التقدير أكثر من أي فريق للذكور، “لأننا شاركنا في المنافسة على بطولة الولاية في كل عام”.

ولكن السماح للنساء مثل بورديك باللعب في فرق جامعات مصنفة في أعلى المراتب يتجاوز إلى حد بعيد التأثير الأكثر أهمية لقانون الفصل التاسع، استنادًا إلى نانسي هوغشيد-ماكار، المحامية في الحقوق المدنية وبطلة أولمبية سابقة تناصر مشاركة النساء في الألعاب الرياضية. فهي ترى “أن التمتع بالصحة البدنية السليمة والكفاءة البدنية يترجم في المزيد من الكفاءة الأكاديمية، والكفاءة المهنية، والكفاءة في الأدوار العائلية.”

يُعزى إلى قانون الفصل التاسع ارتفاع نسبة التحاق النساء بالكليات (اللواتي تفوق أعدادهن الآن الرجال في الجامعات) إلى 20 بالمئة وإطلاق عنان الارتفاع في التوظيف بين صفوف النساء من فئة العمر 25 إلى 34 عامًا. وعلاوة على ذلك، فإن الأثر الإيجابي للمشاركة الرياضية على حياة النساء يدوم طويلاً. وجدت دراسة حديثة أن 96 بالمئة من كبار المسؤولات التنفيذيات مارسن الألعاب الرياضية خلال السنوات الدراسية.

بورديك هي طالبة في سنة التخرج وعلامات جيدة وتخطط لممارسة مهنة في التلفزيون. وأوضحت “إن كرة السلة سوف تساعدني بعد أن أدخل إلى القوة العاملة. من المحتمل أن يكون الناس أكثر ذكاءً أو موهبة مني، ولكنني لن أسمح لهم بأن يتفوقوا عليَّ في العمل. هذا مجرد تفكير طورته خلال السنوات التي مارست بها هذه اللعبة.”

وخلصت بورديك إلى أنها الآن تركز على جنون آذار/مارس. وقالت “إنني متحمسة لأمارس اللعبة التي أحبها على مستوى النخبة.”