حتى قبل قتل الصحفيَيْن جيمس فولي وستيفن سوتلوف في العام 2014 على يد تنظيم داعش، الذي يُعرف أيضًا باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، كانت هذه المجموعة الإرهابية قد دفعت وسائل الإعلام العالمية إلى الامتناع عن إرسال مراسلين صحفيين إلى سوريا بسبب أعمال الخطف والقتل.
أقرت وكالة فرانس برس في أيلول/سبتمبر بأن الصحفيين لم يعد مرحبًا بهم في سوريا بصفتهم “شهود مستقلين على معاناة السكان المحليين”. وبدلا من ذلك باتوا “أهدافًا للقتل، أو سلعًا للمقايضة من أجل فدية”. ونتيجة لغياب الصحفيين، تحولت تلك البلاد إلى حد كبير إلى ثقب أسود يطمس المعلومات. ليس هناك الكثير من المعلومات الموضوعية الواردة من البلاد عن النزاع في سوريا، ولا يتوفر سوى القليل من الفرص لتوفير الصوت لأولئك الأكثر تضررًا من الحرب.

تقول لجنة حماية الصحفيين (CPJ) إن ما لا يقل عن 60 صحفيًا من شتى أنحاء العالم قد لاقوا مصرعهم في العام 2014 أثناء قيامهم بعملهم أو بسبب ما يقومون به، وإن نسبة 44 بالمئة منهم استُهدفوا وقتلوا عمدًا. كما قُتل أكثر من 1000 صحفي منذ أن بدأت المنظمة الاحتفاظ بسجلات في العام 1992، وتقول لجنة حماية الصحفيين إن السنوات الثلاث الماضية كانت الأكثر دموية.
وفي تقرير منفصل، ذكرت لجنة حماية الصحفيين أن 220 عضوًا في الصحافة ما زالوا يقبعون في السجون حاليًا عبر أنحاء العالم – وهو ثاني أعلى رقم مسجل على الإطلاق حتى الآن.
ومن ناحيته، رأى المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين جويل سيمون، “من الممكن أننا نعيش اليوم في عصر المعلومات، إلا أن أولئك الذين يحملون لنا الأخبار يُسجنون اليوم بأعداد قياسية.”
ينشط الإرهابيون، والحكومات القمعية، والجريمة المنظمة وغيرهم في محاولة منع الصحفيين من تغطية المشاكل غير المتداولة كثيرًا وكشف النقاب عن حقيقتها. إلا أنه بإمكانك أن تساعد في الدفاع عن حقك في الحصول على المعلومات المستقلة المتعلقة بالنزاعات، والفساد، وحقوق الإنسان وغيرها من المواضيع، وذلك من خلال انضمامك إلى حملة “تحدث عن العدل” التي أطلقتها لجنة حماية الصحفيين.