
أصبحت مدينة الرقة، التي كانت – بفرض الأمر الواقع- العاصمة لما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وما يسمي بدولة الخلافة، خالية الآن من قبضة تنظيم داعش الوحشية.
وقد هنأ وزير الخارجية ريكس تيلرسون الشعب السوري وقوات سوريا الديمقراطية على تحرير المدينة بدعم من التحالف العالمي لهزيمة داعش، المكون من 69 دولة وأربع منظمات دولية.
وستقوم قوات سوريا الديمقراطية بتسليم إدارة الحكم في الرقة إلى المجلس المدني لمنطقة الرقة، الذي يضم ممثلين عن أهالي الرقة يشغلون مختلف جوانب إدارة المدينة والمحافظة.

وقال تيلرسون في تصريح له في 20 تشرين الأول/أكتوبر “إن عملنا أبعد ما يكون عن الإنجاز، ولكن تحرير الرقة يعد معلما تاريخيا حاسما في الحرب العالمية ضد داعش.” وأضاف أن الولايات المتحدة وحلفاءها “يبذلون كل جهد ممكن لإزالة المتفجرات التي خلفها تنظيم داعش وإيصال المساعدات الإنسانية الهامة التي تحتاج إليها الفئات الضعيفة من السكان”.
وقال الوزير إنه منذ أن سرّع الرئيس ترامب الحملة ضد داعش، “تم تحرير ملايين الأشخاص من الحكم الوحشي لداعش، وبالعمل مع شركائنا على الأرض، فإننا نعمل على تهيئة الظروف التي تمكّن الناس من العودة إلى ديارهم”.
تقع مدينة الرقة على نهر الفرات في شمال سوريا. وكان تنظيم داعش قد استولى عليها في العام 2014 وحول ميدان الجنة فيها إلى ساحة للإعدامات، وأُجبر أهل المدينة على مشاهدة قطع الرؤوس.
“إن خسارة داعش في الرقة لا تعني أن معركتنا ضد داعش قد انتهت”.
وزير الخارجية ريكس تيلرسون
وقال الوزير “إننا لا يمكن أن نهوّن من قسوة وهمجية تنظيم داعش. وقد شاهدنا عناصر تنظيم داعش يستخدمون المدنيين عمدا وبشكل مستمر ودائم كدروع بشرية ويتركون وراءهم الألغام الأرضية لتشويه وقتل الأطفال وغيرهم من المدنيين الذين يسعون فقط إلى العودة إلى منازلهم أو مدارسهم.”
وقال الوزير إن التحالف العالمي لهزيمة داعش سيضغط ويتقدم حتى يتم تحرير جميع السوريين “من وحشية داعش، وحتى يمكننا ضمان أنه لم يعد بإمكانه تصدير إرهابه إلى أنحاء العالم.”
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون، دانا وايت، في مؤتمر صحافي بمقر وزارة الدفاع في 19 تشرين الأول/أكتوبر، “إن داعش مطارد وفي حالة فرار، وهو يفقد المصداقية والموارد والنفوذ في كل مكان.”
إن تنظيم داعش لا يسيطر الآن سوى على جزء ضئیل من مساحة الأراضي التي استولى عليها في سوریا والعراق. فقد طردت القوات العراقية المتطرفين من الموصل، ثانى أكبر مدينة عراقية، فى تموز/يوليو.
والآن، وفي المستقبل القريب، يمكن للناس أن يبدأوا في العودة إلى وطنهم لإعادة بناء مجتمعاتهم.
وقد عاد أكثر من مليوني شخص من السوريين والعراقيين، ممن فروا حينما اجتاح المتطرفون الإسلاميون المنطقة، إلى ديارهم لإعادة بناء حياتهم.
واليوم، على سبيل المثال، فإن أحد طرق التجارة من العاصمة الأردنية عمان إلى بغداد أصبح مفتوحًا بعد ثلاث سنوات لم يكن يمكن عبوره خلالها بسبب النزاع المرتبط بتنظيم داعش. وجدير بالذكر أن حجم البضائع المنقولة والخدمات المتداولة عبر الطريق يُقدر بنحو بليون دولار شهريًا.