
يرى بعض علماء الاجتماع أن المجتمع الأميركي كان على مدى العقود الماضية ولا يزال بمثابة مختبر حيوي للأفكار والمواقف والقيم المستجدة التي تتعارض في كثير من الحالات مع القيم المتوارثة أو التي يفرضها المجتمع أو تأمر بها التعاليم الدينية. وتجسّد حركة المطالبة بحقوق المتحولين جنسيًا والمثليين ومزدوجي الميول الجنسية التي تعرف بالأحرف الإنجليزية LGBT أحدث ظاهرة تتنامى ويعلو صوتها في الولايات المتحدة، مطالبة بحقوق المثليين والمثليات، بما في ذلك حق الزواج والإرث من الشريك أو الشريكة. وقد انضمت بلدية واشنطن العاصمة في الآونة الأخيرة إلى عدد متزايد من الولايات في الاستجابة لهذه المطالب. ويبقى السؤال الجوهري: هل يحقّ للفرد أن يحدد بنفسه هويته الجنسانية وما إذا كان ذكرًا أو أنثى رغم مواقف المجتمع التقليدية؟ هذا ما تؤمن به جينا روتشيرو عارضة الأزياء ونصيرة حقوق المتحولين جنسيًا.
يصادف 20 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري حلول يوم الذكرى للمتحولين جنسيًا حيث يتم تكريم من ماتوا في حوادث جرائم الكراهية من أوساط المتحولين جنسيًا. وقد أسست جينا روتشيرو منظمة “فخورة بجنسي” Gender Proud التي تطالب بجعل حقوق المتحولين جنسيًا جزءًا من الحقوق المدنية وحقوق الإنسان.
والواقع أن وزارة الخارجية الأميركية أصبحت تدعم هذه المنظمة وغيرها من منظمات المتحولين جنسيًا والمثليين والمثليات، بإنشاء صندوق العدالة العالمية، لمكافحة العنف الذي يستهدف المتحولين جنسيًا والمثليات والمثليين ومزدوجي الميول الجنسية، فضلا عن مناصرة إصلاح القوانين الحالية لكي تقرّ بحقوق هذه الشريحة من المواطنين.
ومن حسن حظ جينا روتشيرو، وعلى نقيض حظوظ الكثيرين، أنها قبل انتقالها إلى الولايات المتحدة من وطنها الأم، الفيليبين، وجدت دعمًا من عائلتها ومن المجتمع بوجه عام. وتقول بهذا الخصوص: ” طالما ظلّ الإنسان يعيش حقيقته، فإنه لن يخطئ على الإطلاق. واصلوا السعي للوصول إلى هذه الحقيقة لأن العالم يتغير. إن الناس أخذوا يدركون أننا مجرد بشر نسعى للوصول إلى الحقيقة.”