شاركت 27 فتاة في عمر الزهور من الأراضي الفلسطينية والجزائر والمغرب ولبنان ومصر والأردن وتونس في الدورة الرابعة لبرنامج “فتيات التكنولوجيا”Tech Girls وهو أحد برامج التبادل الثقافي التي ترعاها وزارة الخارجية الأميركية، وكانت الدورة في الفترة من 21 تموز/يوليو إلى 12 آب/أغسطس.
وخلال الدورة تتعرف الفتيات على ما يدور في عالم التكنولوجيا ويقمن بزيارة بعض الجامعات وشركات التكنولوجيا في عدة مدن أميركية ومنها العاصمة واشنطن دي سي، وجامعة فيرجينيا للتكنولوجيا في مدينة بلاكسبيرغ. وتضمنت دورة التكنولوجيا المشاركة في مشاريع خدمة المجتمع وحضور جلسات التوجيه من قبل كبار القادة في صناعة التكنولوجيا، وتدريب المشاركات على خدمة المجتمع بالعمل في المدارس ومؤسسات المجتمع المدني.
وفي هذا البرنامج تتعاون وزارة الخارجية الأميركية مع عدة شركات في القطاع العام والخاص ومنها: شركة (AT&T) للاتصالات، وياهو، وفيسبوك، ومبنى المتحف الوطني، ووكالة الإغاثة العالمية International Relief. يهدف البرنامج إلى زيادة الفرص المتاحة للنساء والفتيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM كخطوة هامة نحو تحقيق قدر أكبر من المساواة للمرأة في جميع أنحاء العالم .
وفي لقاء أجراه موقع شيرأميركا مع الفتيات تحدثت إحدى المشاركات من الأردن، مرام حيدر أبو حسين عن تجربتها، فقالت عن الأيام الأولى لها في دورة التكنولوجيا: “كانت الأيام الأولى مذهلة، وفاقت توقعاتي. قمنا بزيارة الجمعية الأميركية وجولات أخرى ملهمة. ومما أثار اهتمامي ما سمعته من العاملين في هذه الشركات وكيف بدأوا حياتهم المهنية من الصفر ليصلوا إلى ما كانوا يخططون له”. وذكرت أن ما تعلمته من خلال مشاركتها في هذا البرنامج ألهمها تقديم مشروع باستخدام تقنية الجافا يساهم في خدمة مجتمعها، وقالت “سأعود وكلي ثقة بنفسي لتحقيق أهدافي وسأستخدم ما تعلمته في أميركا للمشاركة في خدمة مجتمعي ومدرستي”.

أما الطالبة نورهان أشرف عبد الله فودة وهي إحدى المشاركات من مصر، وقد قدمت للمشاركة في هذا البرنامج بعد أن ملأت استمارة التقديم في مدرستها، فقالت “قمنا بزيارة شركة ياهو وفيسبوك وتحدثنا إلى العاملين وأثارت اهتمامي قصص النجاح للعاملين بالشركة فقد تعرفنا على بدايات الشركة وتأسيسها وكيف نمت الشركة لتحوز على الشهرة. وأتيحت لنا الفرصة للدخول والكتابة على حائط فيسبوك الشهير”. أما عما تتطلع لتحقيقه في المستقبل وكيف أثرت هذه التجربة على حياتها، قالت “أخطط للدراسة في مجال الفيزياء النووية والهندسة والطيران في معهد مساتشوستس للتكنولوجيا، وأتطلع للعمل في مجال البحوث وخدمة المجتمع”. وأردفت “أتاحت لي المشاركة في هذا البرنامج التعرّف على طرق التعامل مع المجتمع وخدمته بطريقة أفضل، إلى جانب كيفية اتباع قواعد ومهارات القيادة ما سيساعدني في تطوير بلدي للأفضل”.

وفي مقابلة موقع شيرأميركا مع أسار عبد الله حسين جرادات من فلسطين، وعن مشاركتها في هذا البرنامج قالت: “كنت أبحث عن فرصة للفتيات مثلي لتنمية قدراتنا الذاتية وقد توصلت إلى هذا البرنامج عبر بحثي على الإنترنت”. أما عن زيارتها للولايات المتحدة الأميركية فقد وصفتها بأنها فاقت توقعاتها فقد تعرفت إلى عالم جديد بعيد عما تعودت عليه، وأكثر ما ألهمها هو رؤيتها لفرص التعليم والحرية المتاحة للمرأة في أميركا. كانت تجربتها ملهمة على كل المستويات، على حد تعبيرها. أما عن تطلعاتها المستقبلية فقالت إنها تتطلع لتكون في منصب تتمكن من خلاله مساعدة الآخرين وجعل العالم أفضل، وأضافت “سأبدأ عند عودتي إلى بلدي وسأقوم بمساعدة الفتيات وتحفيزهن للعمل معًا ، فإن التغيير يبدأ بفكرة شخص واحد، وسأعمل على تقديم أفكار ومشاريع تهدف إلى تمكين النساء والفتيات في مجتمعي، فهذا هو هدفي الأول الذي أسعى لتحقيقه”.

يذكر أن عدد خريجات برنامج فتيات التكنولوجيا قد بلغ حتى الآن حوالى 80 فتاة، وأنهن قدمن الخبرة التي اكتسبنها إلى حوالى 2000 فتاة أخرى في بلادهن الأم من خلال عقد مؤتمرات ودورات تدريبية تهدف لزيادة خبرة الفتيات بالتكنولوجيا والهندسة والعلوم والرياضيات.