
قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في 7 أيلول/سبتمبر إن عبارة “تم فرزه لا تدل على المعنى الكامل للرعب والفساد لهذه السياسات المتعمدة عن سابق إصرار.”
وشرحت توماس غرينفيلد للمجلس بالتفصيل لعديد من التقارير المتصاعدة والموثوقة عن مواقع التصفية التابعة للحكومة الروسية في أجزاء من شرق أوكرانيا التي تسيطر عليها أو تحتلها روسيا ومراكز النقل داخل روسيا. وقد تم توثيق بعض هذه المواقع في تقرير حديث صادر عن مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل.
انتهاكات حقوق الإنسان في شرق أوكرانيا
وحدد تقرير جامعة ييل 21 موقعا موثوقا به للفرز في منطقة دونيتسك الأوكرانية وحدها، على الرغم من احتمال وجود المزيد منها في أجزاء أخرى تسيطر عليها روسيا من أوكرانيا. وأوضحت توماس غرينفيلد أنه في مواقع الفرز هذه، يقال إن السلطات الروسية أو وكلاءها سيقومون بتفتيش المواطنين الأوكرانيين واستجوابهم وإكراههم وأحيانا تعذيبهم.
وأضافت: “لكن هذه الفظائع لا تقتصر على المراكز التي تم إنشاؤها، فقد يحدث الفرز أيضا عند نقاط التفتيش أو محطات المرور الروتينية أو في الشوارع.”
President Putin and the Kremlin will not commit these systematic abuses with impunity. We are holding the perpetrators of these atrocities to account. The U.S. and our partners will not be silent. Ukraine and its citizens deserve justice. pic.twitter.com/1d5zSocUlf
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) September 7, 2022
أعلاه تغريدة للوزير أنتوني بلينكن تقول: “لن يرتكب الرئيس بوتين والكرملين هذه الانتهاكات المنهجية مع الإفلات من العقاب. وسوف نقوم بمحاسبة مرتكبي هذه الفظائع. لن تلتزم الولايات المتحدة وشركاؤنا الصمت. إن أوكرانيا ومواطنيها يستحقون العدالة.”
وتشير مصادر من بينها الحكومة الروسية إلى أن السلطات الروسية استجوبت أو احتجزت أو رحلت ما بين 900 ألف و1.6 مليون مواطن أوكراني، بينهم أطفال، من منازلهم إلى روسيا.
وتفيد تقديرات الولايات المتحدة أنه في تموز/يوليو وحده، تم نقل أكثر من 1800 طفل من المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية في أوكرانيا إلى روسيا – حيث تم فصل بعضهم عن عائلاتهم أو نُقلوا من دور الأيتام ثم عُرضوا للتبني في روسيا.
أما البالغون الذين تعتبرهم روسيا ووكلاؤها مصدر تهديد – بسبب الولاء المتصور لأوكرانيا – فإنهم “يختفون” أو يُحتجزون في ظروف تتفشى فيها انتهاكات حقوق الإنسان. وروت توماس غرينفيلد كيف أن شاهدة أوكرانية قالت إنها سمعت جنديًا روسيًا يقول، “لقد أطلقتُ النار على 10 أشخاص على الأقل” لم يجتازوا عملية الفرز.
دوافع روسيا لإجراء عمليات الفرز
لماذا تستخدم الحكومة الروسية عمليات الفرز في أوكرانيا؟
تقول توماس غرينفيلد إن السبب في ذلك هو أنهم يستعدون لضم أراضي إضافية في أوكرانيا.
وأضافت أن “الهدف هو تغيير المشاعر بالقوة. وتقديم مظهر خادع لشرعية الاحتلال الروسي والضم المزعوم في نهاية المطاف لمزيد من الأراضي الأوكرانية.”
إن الولايات المتحدة تدعو الأمم المتحدة وحلفاءها إلى حث روسيا على السماح لمراقبين مستقلين، بما في ذلك المنظمات الدولية وغير الحكومية والمنظمات الإنسانية، بالوصول بأنفسهم لمراقبة مواقع عمليات الفرز ومراكز إعادة التوطين في أوكرانيا وروسيا.
واختتمت قائلة “إلى أن توفر روسيا هذا الوصول، فسوف يتعين علينا الاعتماد على الأدلة التي تراكمت لدينا والشهادة الشجاعة للناجين. فالصورة التي يرسمونها، إلى جانب التقارير المتزايدة، أمر تقشعر له الأبدان.”