التصدي لتغير المناخ هو مسؤولية نتحملها جميعًا. في الولايات المتحدة، الحكومة القومية والمستويات الحكومية المحلية (في الولايات والمدن) والعديد من الشركات التي تشكل القطاع الخاص، جميعها تقوم بالأدوار المناطة بها في تغذية ثورة الطاقة النظيفة.
الأهداف القومية
على الصعيد القومي، تلعب الحكومة الفدرالية دورًا مهمًا في تحديد الأهداف المناخية الإجمالية. ففي آذار/مارس 2015، التزمت الولايات المتحدة بخفض انبعاثات الغازات لديها من 26 إلى 28 بالمئة عن مستويات العام 2005 بحلول العام 2025. وقد أصبحت الحكومة الأميركية تخفض التلوث الكربوني من خلال خطة العمل الخاصة بتغير المناخ، وخطة الطاقة النظيفة، والمعايير الجديدة للاقتصاد في استهلاك الوقود وغيرها من الجهود. واتخذت الدوائر الحكومية الفردية خطوات لخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري الصادرة من سياراتها ومن أنظمة الطاقة في مبانيها- وبصورة إجمالية، استطاعت الوكالات الفدرالية خفض الانبعاثات بنسبة 17 بالمئة خلال فترة السنوات الخمس الأخيرة.

الابتكار المحلي
في كثير من الأحيان، تكون السياسات المبتكرة التي يتم وضعها لمواجهة تغير المناخ محلية. فعلى سبيل المثال، بدأ العديد من سكان المدن يجدون طرقًا جديدة للتنقل. فقد أدت سياسات تشجيع استخدام الدراجات الهوائية في بورتلاند إلى ارتفاع نسبة استخدامها بمقدار خمسة أضعاف منذ العام 1990، وباتت الآن أكثر من نصف الحافلات في مدينة نيويورك تعمل على الوقود البديل.
أما على مستوى الولايات، فقد كانت ولاية كاليفورنيا رائدة في مجال الأعمال الرفيقة بالبيئة منذ زمن طويل. وخلال عقدين من الزمن، تمكنت هذه الولاية من وضع حدّ للزيادة في الانبعاثات ضمن نسبة 4 بالمئة تقريبًا، بينما ارتفع عدد سكانها بنسبة 30 بالمئة، وحقق اقتصادها نموًا بنسبة 54 بالمئة. وخلال الفترة الممتدة من 1990 إلى2010، خلقت الولاية 100 ألف وظيفة إضافية. وبذلك مهَّدت كاليفورنيا الطريق بوضوح أمام العمل المهم بشأن تغير المناخ في الولايات الأخرى، وعلى مستوى البلاد ككل.

الفرص المتوفرة لقطاع الأعمال
لقد بدأت الشركات تشارك في هذه النشاطات، وهناك الآلاف من الأمثلة على ذلك. تدير شركة أبل، عملاق شركات التكنولوجيا، عملياتها في الولايات المتحدة باستخدام الطاقة المتجدّدة بنسبة 100 بالمئة. وبدورها، استطاعت شركة يونايتد بارسيل سرفيس، شركة نقل وتسليم الطرود، قطع مسافة تربو على 800 مليون كيلومتر بسيارات ذكية في استهلاك الوقود منذ العام 2000.
والآن، بادرت 81 شركة من أشهر الماركات العالمية، التي تتجاوز إيراداتها السنوية الإجمالية أكثر من 3 تريليون دولار، إلى توقيع قانون الأعمال الأميركي حول التعهد بمكافحة تغير المناخ. وهذه التواقيع تعِد باتخاذ إجراءات مهمة للحد من انبعاثات الكربون ودعم حل عالمي لتغير المناخ في المؤتمر الحادي والعشرين لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ للعام 2015، COP21.

ولقد سبق لنشاطات مواجهة تغير المناخ على مختلف المستويات أن ساعدت في تحسين الوضع. فمنذ العام 2008، زادت أميركا إنتاجها من طاقة الرياح بمقدار ثلاثة أضعاف، وإنتاجها من الطاقة الشمسية بعشرين ضعفًا. ونظرًا للأهداف القومية والابتكارات المحلية وحلول شركات الأعمال، سوف تستمر الولايات المتحدة في العمل على مواجهة تغير المناخ ( #ActOnClimate)، وبناء مستقبل يستند إلى الطاقة النظيفة.