في الولايات المتحدة، انتخابات شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الوطنية لها تاريخ طويل

تجري البلدان في جميع أنحاء العالم انتخاباتها الوطنية في أيام الأسبوع وخلال عطلات نهاية الأسبوع، وكلها طوال أشهر السنة.

أما في الولايات المتحدة، فتجري الانتخابات الوطنية الرئيسية – الانتخابات الرئاسية كل أربع سنوات والانتخابات النصفية لانتخاب أعضاء الكونغرس التي يتم إجراؤها بعد سنتين من الانتخابات الرئاسية أي في منتصف فترة ولاية الرئيس، كما هو الحال بالنسبة للانتخابات التي أجريت يوم 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 – فإنها تجرى يوم الثلاثاء بعد أول يوم اثنين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر.

وقد ظل الحال كذلك منذ العام 1845، عندما حدد الكونغرس تاريخا عائما يمكن أن تجرى فيه الانتخابات الوطنية بحيث تتم خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر في فترة أدناها يوم الثاني وأقصاها يوم الثامن من الشهر نفسه.

والسبب في تحديد يوم الثلاثاء يعود إلى أن الولايات المتحدة كانت في الماضي بلدًا زراعيًا؛ وكانت الفكرة السائدة في ذلك الوقت أن الأميركيين خلال القرن التاسع عشر، كان معظمهم من المزارعين، وكانوا مشغولين جدا بالاعتناء بمحاصيلهم طوال الأشهر الأولى من السنة وهو ما لا يسمح لهم بالاهتمام بالانتخابات.

ولكن بحلول شهر تشرين الثاني/نوفمبر، تكون زحمة العمل في الحقول قد خفت، وفي الغالب يكون قد تم حصاد المحاصيل قبل حلول موسم الصقيع. وبما أنه كان من المعتاد أن يرتاد الناس الكنائس لحضور القداس أيام الأحد، وأن الوصول إلى مراكز الاقتراع آنذاك على الأحصنة والعربات قد يستغرق يومًا كاملًا، لهذا تم تحديد يوم الثلاثاء بعد أول يوم اثنين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر لإجراء الانتخابات، قبل أن يتوجه المزارعون إلى الأسواق يوم الأربعاء.

وقد جرى طرح بعض الاقتراحات بين حين وآخر في أميركا المعاصرة بأن المزيد من الناس قد يدلون بأصواتهم إذا أجريت الانتخابات يوم السبت أو الأحد. ولكن التقاليد القديمة لا تموت بسهولة، فلا توجد أية جهود حثيثة ترمي لتغيير موعد إجراء الانتخابات الوطنية في الوقت الراهن.

يذكر أن الانتخابات الوطنية الرئيسية القادمة في الولايات المتحدة ستجري في العام 2020، وستكون الانتخابات الرئاسية، في يوم الثلاثاء التالي لأول يوم اثنين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر – أي يوم 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020.

هذا المقال سبق نشره على موقع إذاعة صوت أميركا.