يندهش بعض المجنّدين الجدد في قوات الشرطة في أوكرانيا عندما يتحققون خلال تدريباتهم من أن مهمة الشرطة هي حماية المواطنين وليس المصالح الحكومية.

هذا استنادًا إلى مدرّب تتمثل مهمته بإقناع هؤلاء بأن أداءهم الأكثر أهمية ليست البندقية التي يحملون، إنما قدرتهم على الكلام.

يقوم بتدريب أفراد الشرطة الأوكرانية الضابط جايسون جاريد، الذي جاء من ساكرامنتو بولاية كاليفورنيا إلى كييف ليقدم لهم تدريبًا عمليًا يلقنهم بأن “تمكنكم من تهدئة الأوضاع، تمكنكم من الإثبات بأنكم تهتمون فعلاً بالمواطنين” هي نقطة قوتكم.

وجاريد ضابط في شرطة دوريات الطرق السريعة في كاليفورنيا، أكبر قوات شرطة في الولايات المتحدة، ومصدر إلهام لبرنامج تلفزيوني يحمل نفس الإسم خلال ثمانينيات القرن العشرين. وقد انضم إليه في كييف زملاء من دائرته ومدربون آخرون من رينو بولاية نيفادا ودايتون بولاية أوهايو.

بدأ المدربون الأميركيون العمل مع قوات دوريات الشرطة الأوكرانية المشكلة حديثًا في كانون الثاني/يناير. وقد عقدوا دورات تدريبية استمرت مدة شهر حول تكتيكات الدوريات- مثل إجراءات توقيف السيارات، وتكبيل اليدين بالأصفاد، وصدّ الهجمات- وعلى ما يمكن اعتبارها جدلاً، المجالات الأهم المتمثلة بخدمة المواطنين والاتصالات معهم.

تهدف الدورة التدريبية التي يرعاها المكتب الدولي لشؤون المخدرات وتطبيق القانون في وزارة الخارجية، إلى إنشاء قوات “للحماية والخدمة” على غرار النموذج الغربي، لكي تكون متحررة من الفساد وعدم الكفاءة كما كانت في الماضي.

وتجدر الملاحظة أن جاريد وزملاءه قد أعجبوا بالمدربين الأوكرانيين الذين كانوا يعملون معهم. وكان الضباط الأوكرانيون سريعين في فهم التقنيات الجديدة على الرغم من الحواجز اللغوية. من المقرر أن تنشر القوات الجديدة التي تضم حوالى 2000 ضابط، تشكل النساء 20 بالمئة منهم- في كييف في منتصف حزيران/يونيو. كما تأمل قوات دوريات الشرطة الأوكرانية المشكلة حديثًا أن تغير الطريقة التي ينظر بها المواطنون في البلاد إلى فرض تطبيق القانون. وقريبًا سوف تنشئ أوديسا وخاركيف وغيرهما من مدن أوكرانيا االكبرى قوات شرطة جديدة خاصة بها.

المجندون في كييف حائزون على تعليم عالٍ ومتحمسون لما تمثله شرطة الدورية الجديدة بالنسبة لمستقبل أوكرانيا.

أكد جاريد أن الأوكرانيين الشباب يريدون إحداث فرق لدى كل شخص يجتمعون به ويتحدثون إليه، ويعتبرون أن الانضمام إلى شرطة الدوريات الجديدة يشكل خطوة كبيرة. وأشار جاريد إلى أنه “ستكون هناك دفعة على مستوى القواعد الشعبية تجريها قوات الشرطة” لتحسين التواصل مع المواطنين. “وهي ستكون مهمة عظيمة للغاية.”