(© Tony Ventouris/Montgomery Parks, (© Mandel Ngan/AFP/Getty Images)
نسخة طبق الأصل من قبعة جوسايا هينسون، إلى اليسار، وصورة لسيرته الذاتية، مع صورته وتوقيعه. (© Tony Ventouris/Montgomery Parks; © Mandel Ngan/AFP/Getty Images)

ربما تكون قد سمعت عن هارييت توبمان، المرأة الأميركية التي اشتهرت بأنها قادت 70 شخصًا من المستعبدين عبر الأنفاق السرية  – وهي شبكة من الممرات السرية والطرق والمنازل الآمنة – إلى الحرية في الولايات الشمالية وكندا.

بيد أن الأقل شهرة هو جوسايا هينسون، الذي جاء قبل توبمان. وُلد في العبودية في ولاية مريلاند، وهرب من مالكه في ولاية كنتاكي، ورافق 118 شخصًا مستعبدًا عبر الشبكة إلى كندا.

الآن، تقوم إدارة المتنزهات العامة في مقاطعة مونتغمري بولاية مريلاند (Montgomery County Parks Department in Maryland ) ببناء متحف جوسايا هينسون (Josiah Henson Museum) تكريمًا لذكرى الناشط الأميركي المناهض للعبودية – في مزرعة التبغ والقمح نفسها التي فر منها في العام 1830.

Side-by-side photos of small plantation house and close-up of log-faced side portion of house (© Tony Ventouris/Montgomery Parks)
لا يزال المنزل الرئيسي موجودا في مزرعة إسحاق رايلي، المعروفة الآن باسم متنزه جوسايا هينسون. يوجد متحف على شرف هينسون في هذا المنزل. (© Tony Ventouris/Montgomery Parks)

تقول المؤرخة البارزة جيمي كونز، “إننا نريد أن نعيده إلى دائرة الضوء ونجعل الناس يدركون مدى أهمية فهم ما كانت عليه العبودية في أقصى الجنوب وحركة مناهضة وإلغاء العبودية.” ومن المقرر افتتاح المتحف في تشرين الثاني/نوفمبر.

نُشرت السيرة الذاتية المَرْوية لهينسون بعنوان ’حياة جوسايا هينسون‘ (The Life of Josiah Henson)، في الأصل في العام 1849، وكانت مصدرا للإلهام شجع الكاتبة هارييت بيتشر ستو على كتابة رواية ’كوخ العم توم‘ (Uncle Tom’s Cabin)، والتي تحاكي شخصيتها الرئيسية المأخوذ عنها اسم الرواية شخصية هينسون نفسه. وقد قابلت ستو هينسون قبل نشر كتابها في العام 1852.

Photo of book cover next to photograph of Josiah Henson (Library of Congress; © Charles Phelps Cushing/ClassicStock/Getty Images)
كانت رواية “كوخ العم توم”، إلى اليسار، مستوحاة من قصة حياة جوسايا هنسون، إلى اليمين. (Library of Congress; © Charles Phelps Cushing/ClassicStock/Getty Images)

أصبحت رواية ستو المناهضة للعبودية هي الرواية الأكثر مبيعًا في القرن التاسع عشر وساعدت في إشعال الحرب الأهلية، التي أنهت العبودية في نهاية المطاف.

رحلة إلى الحرية

كانت حياة هينسون مليئة بصروف الدهر وتقلباته.

وُلد في العام 1789 في جنوب ولاية مريلاند، وعانى من وحشية العبودية في سن مبكرة.

تقول كونز إن أباه هاجم مشرفا لقيامه بالاعتداء على والدة هينسون. وعقابا له، تم جلد هينسون الأب، وقُطعت أذنه وبيع إلى مالك آخر للعبيد.

لم ير هينسون أباه مرة أخرى. وتفرقت السبل ببقية أفراد أسرته في عملية بيع، لكن هينسون انضم إلى والدته في مزرعة أيزاك رايلي بولاية ميريلاند.

وإلى جانب العمل كمشرف وقائم على بيع منتجات رايلي في واشنطن، قام هينسون بالوعظ في الكنيسة الميثودية الأسقفية لكسب 350 دولارًا مقابل حريته. وعلى أي حال، حاول رايلي بيعه في نيو أورلينز. لكن هينسون هرب هو وزوجته وابناهما الأصغر من العبودية، وتمكنوا من السير لأكثر من 960 كيلومتر إلى أونتاريو الحالية، كندا.

وهناك، ساعد هينسون في تأسيس ’مستوطنة دون‘ (Dawn Settlement)، وهي مجتمع يضم 500 من السود الأحرار.

 A two-story unpainted frame house (© Tony Cenicola/The New York Times/Redux)
تم بناء الموقع التاريخي ومتحف ’كوخ العم توم‘ في دريسدن، كندا، على موقع مستوطنة السود التي ساعد جوسايا هينسون في تأسيسها. (© Tony Cenicola/The New York Times/Redux)

عاد إلى الولايات المتحدة عدة مرات لتوجيه العبيد إلى الحرية، والدعوة إلى الله، وتأمين المال للمستوطنة. كما قام هينسون أيضًا بعدة رحلات إلى بريطانيا العظمى لجمع الأموال ومعارضة العبودية.

في السنوات الأخيرة من حياة هينسون، استضافه في البيت الأبيض الرئيس الأميركي المناهض للعبودية والداعي لإلغائها، راذرفورد بي هايس. كما كرمته الملكة فيكتوريا في قصر باكنغهام.

توفي في العام 1883 عن عمر يناهز الثالثة والتسعين. وتقول كونز إنه “كان يتمتع بالكثير من السمعة الطيبة في حياته. لقد عرفه الناس في الولايات المتحدة وكندا وفي إنجلترا أيضا.”