يجيء عيد الشكر 2020 في خضم وباء، لكنه لن يثني الرغبة الشديدة لدى الأميركيين للتبرع بسخاء. إذ من المقرر أن تحي الجمعيات الخيرية في جميع أنحاء الولايات المتحدة هذه العطلة من خلال مواصلة جهودها التطوعية وتجنيد حلفاء جدد.
في يوم عيد الشكر، الذي يحتفل فيه الأميركيون في يوم الخميس الرابع من شهر تشرين الثاني/نوفمبر، بنعم الحياة. ويحي الأميركيون عادة هذه المناسبة بالتجمع لتناول وجبة الديك الرومي والخضروات وصلصة التوت البري وفطيرة اليقطين. كما يقوم العديد منهم بطهو وجبات الطعام الخيرية في مطابخ الحساء، أو التبرع أو جمع الطعام للمخازن الخيرية التي تقدم وجبات الطعام الفقراء وتوزيع الإمدادات الأساسية الأخرى على المحتاجين.
الاتجاهات السائدة في منظمتين من المنظمات الخيرية التي يتألف طاقمهما بالكامل من المتطوعين؛ وهما – ’عملية الديك الرومي‘ (Operation Turkey) و’غوبل غوبل غيف‘ (Gobble Gobble Give)، وكلتاهما تخدم الناس في المدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة – وتعتبر نموذجا للجهود الخيرية العديدة الجارية هذا العام.
بروتوكولات جديدة، والمهمة هي نفسها
في عامها العشرين، ستقدم ’عملية الديك الرومي‘ وجبات ساخنة بالإضافة إلى مستلزمات النظافة والملابس للمحتاجين في يوم عيد الشكر. وقال بريان تولبرت، المدير التنفيذي للمنظمة، إن المجموعة تعزز بعض مواقع إعدادها هذا العام. وأضاف أن “العمليات المنتظمة تغيرت بشكل كبير ووضعت بروتوكولات جديدة” للوفاء بمتطلبات الصحة والسلامة.
We are working closely to ensure every precaution is taken to make Operation Turkey 2020 a safe and successful year. While we are working with health and officials, we need your help more than ever. Help make OT2020 a success by donating today. https://t.co/29IoaHH1IJ pic.twitter.com/S3gdq1S9xL
— Operation Turkey (@OperationTurkey) November 13, 2020
أعلاه تغريدة نشرت على توتير لمنظمة ’عملية الديك الرومي‘ تقول، إننا نعمل بشكل وثيق لضمان اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لجعل عملية الديك الرومي في سنة 2020 سنة آمنة وناجحة. بينما نعمل مع المسؤولين الصحيين، نحتاج إلى مساعدتكم أكثر من أي وقت مضى. ساعدوا على نجاح عملية الديك الرومي 2020 من خلال التبرع اليوم على الرابط أعلاه.
واستشهد تولبرت بمدينة سيدار بارك، بولاية تكساس، باعتبارها مدنية لا يمكن أن يتم فيها تنظيم فعاليات لمنظمة ’عملية الديك الرومي‘ هذا العام بسبب ارتفاع مستويات العدوى فيها. وتعتزم المنظمة تحويل أنشطتها من سيدار بارك إلى مدينة أوستن القريبة منها. وقال تولبرت إن التحلي بالمرونة سيساعد المنظمة على إيجاد طريقة للتبرع بالطعام لتوفير وجبات الطعام لحوالي 12 ألف شخص من المحتاجين في المنطقة.
وأضاف أن “الأمر يطلب توفير 624 ديكا روميا لإطعام 12 ألف شخص.”
وأردف قائلا إن المتطوعين “يحبون مساعدة الآخرين” في عيد يؤكد على معاني الوفرة والامتنان والقرابة.
’فوضى سعيدة‘ ولكن السلامة أولا
توفر منظمة ’غوبل غوبل غيف‘ (Gobble Gobble Give)، التي تم إطلاقها في العام 1998، الطعام ومواد العناية الشخصية إلى المشردين والأشخاص الذين يفتقرون إلى المأوى في عيد الشكر من كل عام. وقال بول ميجور، سكرتير المنظمة، إن الوباء “أجبرنا على النظر عن كثب في كيفية إدارة المناسبات والفعاليات التي نقيمها.”
تصف المنظمة نفسها بأنها “فوضى سعيدة، أو حفلة توفر الطعام بهدف محدد.” وهي لا تقدم أماكن للناس للجلوس لتناول وجبات الطعام التي توفرها، كما تفعل عادةً مطابخ تقديم الحساء أو الملاجئ. وقال ميجور، “إن الحفاظ على ممارسة التباعد الاجتماعي أسهل بكثير.”
يظهر المتطوعون وهم يقومون بفرز وتعبئة وتسليم التبرعات المقدمة من الطعام والملابس ومستلزمات النظافة الشخصية إلى المشردين والأشخاص الذين يفتقرون إلى المأوى.
ولتقليل مخاطر انتقال الفيروس، حدَّدت منظمة ’غوبل غوبل غيف‘ (Gobble Gobble Give)، الحد الأقصى لعدد الحاضرين في الموقع في جميع فروعها، حسبما أوضح ميجور. لكن المنظمة تجتذب أيضًا شركاء جددًا.
ففي لوس أنجلس، على سبيل المثال، ستنسق المنظمة مع منظمة ’هوليوود فود كوأليشن‘ (Hollywood Food Coalition)، وهي مؤسسة خيرية تعمل مع الكنائس المحلية وتقدم ما بين 200 إلى 250 وجبة طعام كل مساء.
قالت شيري بونانو، المديرة التنفيذية لمنظمة ’هوليوود فود كوأليشن‘ (Hollywood Food Coalition)، إن منظمتها سعيدة بالشراكة مع منظمة مجتمعية كبيرة يجلب المتطوعون بها “الكثير من البهجة والمرح” إلى الفعاليات. وتتوقع المنظمتان شراكة طويلة الأمد، “تجسد الروح التطوعية للولايات المتحدة.”
“لقد رأيتُ وعايشتُ بشكل مباشر ما يعنيه أن يضع المرء نفسه أمام شخص غريب محتاج، ويمد له يد العون والمساعدة. إن المكافآت التي يقدمها هذا النوع من التجربة، في كلمة واحدة، لا تُحصى.” – بول ميجور
وفي حين أن منظمة ’غوبل غوبل غيف‘ (Gobble Gobble Give) قد وُجدت لمساعدة المحتاجين، فإن “سر” المنظمة، على حد قول ميجور، هو أنها تغير أيضًا حياة المتطوعين بها، “تمامًا كما غيّرت حياتي.” وكان ميجور قد تطوع بالمنظمة لأول مرة في العام 2008 وشارك في كل عام منذ ذلك الحين.