قال الرئيس بايدن، في تصريح له عند الإعلان عن ترشيحه كيتانجي براون جاكسون لعضوية المحكمة العليا الأميركية: “لقد حان الوقت لأن يكون لدينا محكمة تجسد كل المواهب وعظمة أمتنا.”
وجاكسون – التي عملت مؤخرا قاضية في محكمة الاستئناف الفيدرالية الأميركية لدائرة مقاطعة كولومبيا وصادق عليها مجلس الشيوخ الأميركي الآن للعمل قاضية في المحكمة العليا – ستكون أول امرأة سوداء وسادس امرأة تنضم إلى المحكمة المكونة من تسعة أعضاء، مما يضيف إلى إرث القاضيات المثيرات للإعجاب.

في العام 1981، صنعت الراحلة ساندرا داي أوكونور التاريخ عندما أصبحت أول امرأة يتم تعيينها في أعلى محكمة في الولايات المتحدة، والتي اجتمعت لأول مرة قبل قرنين من الزمان.
لقد فكر الرؤساء المتعاقبون طوال القرن العشرين في تعيين امرأة في المحكمة. وكان الرئيس ريتشارد نيكسون قد أوشك على تحقيق هذا الهدف، ولكن تم إحباط خطته بعد أن هدد رئيس القضاة في ذلك الوقت بالاستقالة إذا تم ترشيح امرأة. اعترضت المنظمات القانونية أيضا على ترشيح امرأة.
بعد تعيين الرئيس رونالد ريغان لأوكونور في المحكمة، قالت قولتها الشهيرة: “إن المرأة العجوز الحكيمة والرجل العجوز الحكيم سيتوصلان إلى النتيجة نفسها.” وخلال 25 عاما قضتها في المحكمة العليا، تركت تأثيرًا كبيرا.
وكانت هي صاحبة الصوت الحاسم في حكم سمح للوكالة الفيدرالية لحماية البيئة باتخاذ خطوات للحد من تلوث الهواء عندما تفشل الولاية في التصرف. وفي مثال آخر، كان لها تأثير في حمل المحكمة على السماح للناس بالحق في الحصول على رأي طبيب ثان في بعض الحالات التي حرموا فيها من العلاج.
ووفقا لكارولين شابيرو، المديرة المشاركة لمعهد شيكاغو كينت المعني بقضايا المحكمة العليا الأميركية، فإن أوكونور تجنبت في آرائها المكتوبة التصريحات المطلقة الشاملة التي قد تكون لها “تداعيات واسعة النطاق وربما لا يمكن التنبؤ بعواقبها.”

وفي العام 1993 أصبحت الراحلة روث بادر غينسبورغ ثاني قاضية يتم تعيينها في أعلى محكمة. لا يزال إرث غينسبورغ حيا من خلال القضايا البارزة التي تنطوي على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية وحاملي صفات الجنسين، والنساء. وكانت هي التي كتبت القرار التاريخي للمحكمة في العام 1996 عندما حكمت أن معهد فرجينيا العسكري، وهو جامعة عامة، يجب أن ينهي سياسة القبول الخاصة بالذكور فقط.
وبالنسبة لسونيا سوتومايور، التي نشأت في منزل ضمن برنامج الإسكان العام وتربت في المقام الأول على يد أم معيلة، إن المسلسل الدرامي القانوني الأميركي بيري ميسون كان مصدر إلهام لها لممارسة مهنة في القانون. تخرجت سوتومايور من جامعات مرموقة وعملت في محكمة الاستئناف الأميركية للدائرة الثانية ذات النفوذ المؤثر في الولايات المتحدة، قبل أن يعينها الرئيس باراك أوباما في المحكمة العليا في العام 2009. وهي أول شخص من أصل إسباني يخدم في المحكمة.
أصبحت سوتومايور قوة في المحكمة، وهي معروفة بمعارضتها اللاذعة. وتقول شابيرو “إن الآراء المعارضة مثل آرائها في غاية الأهمية. فهي تخاطب المستقبل، لكنها أيضًا تتحدث إلى ومن أجل أولئك الذين غالبًا ما تكون أصواتهم مكتومة أو صامتة.”

القاضيتان الأخريان في المحكمة هما إلينا كاغان، التي رشحها أوباما في العام 2010، وإيمي كوني باريت، التي رشحها دونالد ترامب في العام 2020. عملت كلتا المرأتين كاتبة قانونية في المحكمة العليا في وقت مبكر من حياتهما المهنية – كاغان عملت مع الراحل ثيرغود مارشال، أول قاض أسود للمحكمة، وباريت مع الراحل أنتونين سكاليا.
قبل عملها كاتبة، كانت كاغان رئيسة تحرير في مجلة ’هارفارد لو ريفيو‘. وقد عملت لاحقًا في جامعة هارفارد عميدة لكلية الحقوق بها. وفي العام 2009، عينها أوباما في منصب المحامي العام أو النائب العام للولايات المتحدة، مما جعلها أول امرأة تترافع في القضايا الحكومية أمام المحكمة العليا. وتقول شابيرو “إنها أكثر طارحي الأسئلة ذكاءً على مقاعد القضاء. فهي دائمًا تتطرق مباشرة إلى لُبّ الموضوع المتعلق بالقضية.”
أما باريت وهي أصغر قضاة المحكمة سنًا، إذ يبلغ عمرها 50 عامًا، وتتمتع بخلفية أستاذة جامعية وقاضية متميزة. وقد تركز عملها في التدريس والبحث الدراسي في كلية الحقوق في نوتردام – جامعتها – على المحاكم الفيدرالية والقانون الدستوري.
منذ أن تم ترشيح أوكونر للمحكمة العليا حتى اليوم، نمت نسبة النساء في كليات الحقوق الأميركية بنسبة 21٪. وفي الواقع، فإن عدد النساء المسجلات، اليوم، أكثر من الرجال. ومع تعيين جاكسون هذا، أصبحت رابع امرأة في المحكمة الحالية، مما يجعل المحكمة أقرب إلى المساواة بين الجنسين وتقدم لطلاب القانون نموذجًا أكثر إثارة للإعجاب.
هذا المقال بقلم الكاتبة المستقلة هولي روزنكرانتز. كما ساهمت فيه الكاتبة في فريق العمل لينور أدكنز.