كاتب روسي مهاجر يحظى بشهرة واسعة في الولايات المتحدة

فرّ الروائي الروسي فلاديمير نابوكوف من بطش الثورة الروسية، ثم ما لبثت أعماله التي ألفها باللغة الإنجليزية أن لقيت استحسانًا كبيرًا وشهرة عالمية. وقد تعرّض الشاعر جوزيف برودسكي الذي تم نفيه،  للاضطهاد في الاتحاد السوفياتي (السابق) بسبب أشعاره وقصائده وهويته اليهودية، ولكنه أصبح لاحقًا أمير شعراء الولايات المتحدة وحصل على جائزة نوبل في الأدب في العام 1991.

أما الآن فقد برز على الساحة الأدبية الأميركية جيل جديد من المهاجرين من الاتحاد السوفييتي. وقد لمع بين هذه النجوم المتألقة الأديب بوريس فيشمان الذي انتقل مع عائلته وهو في سن الثامنة من عمره من مدينة منسك (بيلاروس حاليا) إلى حي من أحياء بروكلين في مدينة نيويورك.

وقد أجاد اللغة الإنجليزية في غمضة عين، وساعد والديه في الإبحار عبر ثقافة غير مألوفة لديهم، وامتهن الصحافة والكتابة بعد تخرجه من جامعة برينستون.

ولكن فيشمان لم يهجر روسيا تمامًا. فشخصيات أقاربه الروس الزاهية الألوان تولد الحكايات الهزلية التي تعتبر جوهرية لكتبه.

وقد أطرت صحيفة نيويورك تايمز في العام 2014 على الرواية الأولى لفيشمان التي صدرت بعنوان “حياة بديلة” (.A Replacement Life) متسائلة، “هل ثمة مكان في علم الخيال الأميركي لكاتب شاب مهاجر رائع آخر؟ لا بد من وجود مثل هذ المكان، لأن مثل هذا الكاتب موجود.”

Red book cover saying 'A Replacement Life, a Novel, Boris Fishman' (Harper Collins)
(Harper Collins)

التقينا بفيشمان قبيل سفره إلى كل من لاتفيا وإستونيا. وفي ما يلي فحوى ما ذكره لنا بعد أن جرى اختصاره لطول النص:

لا ينتهي النفوذ السوفييتي عندما تأتي إلى هنا. فقد عشت في كنف والدين ظلا مواطنين سوفيات لسنوات عديدة. وكانت مهمتي أن أشرح لهما أميركا.

كنت أعشق اللغة الإنجليزية عشقًا حقيقيًا. لقد دهشت من الأشياء التي يمكن للمرء أن يفعلها والتي لا أستطيع فعلها باللغة بالروسية والعكس بالعكس. شعرت وكأنهما إثنان من أفراد الأسرة بشخصيتين مختلفتين جدا.

خلال السنوات العشر الأولى في أميركا، كنت مستميتا في جهودي من أجل التأقلم والاندماج في المجتمع وحاولت جاهدًا التقليل من الجانب الروسي فيّ. ولكن في الصف الثاني عشر، عندما قرأنا رواية (الآباء والبنون) لتورغينيف، حركت فيّ شيئًا ما ظل مكتومًا في أعماقي لفترة طويلة.

وخلال الصيف بعد إكمال السنة الثالثة في جامعة برينستون حصلت على وظيفة متدرب في السفارة الأميركية في موسكو. وقابلت بعض أعضاء الدوما (البرلمان الروسي) وكتبت ثماني برقيات إلى واشنطن. وشعرت ببعض الأشياء البروستية (نسبة إلى الكاتب الفرنسي بروست) التي لم أكن قد شعرت ولم أدرك بأنني أفتقدها منذ أن غادرت المدينة قبل 12 عامًا.

ولكنني فهمت أيضًا بسرعة بالغة لماذا غادرها والداي. لقد واجهت كراهية الأجانب ومعاداة السامية وقلة الأدب.

أشعر وكأنني أحس باللغة الروسية، بالقدر الذي أحس به باللغة الإنجليزية. إنني لا اكتب باللغة الروسية، ولكنني ما زلت روسيًا من حيث الشخصية.