في العام 2005، غادر جوليو أديوداتو بلده البرازيل لقضاء سنة دراسية في مدرسة ثانوية في لويزيانا، وهي ولاية أميركية يوجد فيها عدد كبير من المشجّعين المخلصين لكرة القدم الأميركية. ولكن أديوداتو لم يكن مهتمًا بهذه الرياضة.

لاعب كرة قدم يتمدد على الخط الجانبي (Courtesy of Julio Adeodato)
لاعب في فريق ريسيف مارينرز، إحدى فرق كرة القدم الأميركية الـ 120 في البرازيل. (Courtesy of Julio Adeodato)

قال بصورة قاطعة: “لقد كرهتُ تلك اللقطات من لعبة كرة القدم التي شاهدتها في الأفلام. لقد بدت كأن هناك الكثير من الرجال الذين يقفزون ويصطدمون ببعضهم البعض ليس إلا.”

أصرّ الابن المراهق في المنزل الذي كان يقيم فيه أديوداتو على تعلم أسس اللعبة، ولم يمضِ وقت طويل قبل أن يبدأ البرازيلي بالتعلق بها، وحتى اللعب مع فريق مدرسته الأميركية.

بعد مرور عشر سنوات، بات أديوداتو يلعب كرة القدم الأميركية في البرازيل. وما بدأ كمباريات هامشية على الشاطئ مع أصدقائه تطور إلى بدء أديوداتو بتأسيس فريق ريسيف مارينرز، أول فريق شبه محترف في شمال شرق البرازيل.

قال أديوداتو: “هناك الكثير من الناس الذين يعتقدون أن صرف ذلك الجهد الكبير على شيء لم يكن معروفًا هنا هو تبديد للوقت”. غير أنه تجاهل موقفهم هذا، وبذل ذلك الجهد، وحتى أنه سافر إلى نيويورك لتعلم المزيد حول الأعمال في الرياضة من خلال برنامج الرياضة من أجل المجتمع، وهو برنامج تبادل لوزارة الخارجية وشركائها في دول الأميركتين.

والآن أصبح خوض معركة استيراد كرة القدم الأميركية أمرًا أسهل: إذ باتت البرازيل تتضمن رابطتين شبه محترفتين، سوية مع العديد من فرق الشباب والفتيات. يمضي فريق مارينرز الذي يشارك فيه أديوداتو بعض الوقت في تدريب الجيل الجديد من اللاعبين من خلال تعليم كرة القدم للأطفال البرازيليين في صفوف الرياضة البدنية في المدارس.

كرة القدم الأميركية والعالم

مشجّعون في ألمانيا بالزي المميز لكرة القدم الأميركية (AP Images)‬
مشجّعون في ألمانيا يظهرون اعتزازهم بفريقهم. (AP Images)‬

تنتشر هذه الرياضة في أماكن أخرى أيضًا. قال روب نورونين من الاتحاد الدولي لكرة القدم الأميركية الذي يضم 64 دولة عضوًا بدءًا من منغوليا ووصولاً إلى أيرلندا: “بدأت لعبة كرة القدم الأميركية في فنلندا بفضل طلاب التبادل الذين يعودون حاملين معهم رغبتهم في مواصلة اللعب.”

وكان نورونين واحدًا من هؤلاء الطلاب، بعد أن أمضى سنة في مدرسة ثانوية في ولاية مينسوتا الأميركية خلال أوائل التسعينيات من القرن العشرين. أما بالنسبة لمراهقي اليوم الذين بدأوا على نحو متزايد يتعرفون على اللعبة في بلدانهم الأصلية، فقد اتخذ الأمر اتجاهًا مغايرًا: يتطلع الطلاب الآن للدراسة في الولايات المتحدة من أجل ممارسة لعبة كرة القدم.

وأشار نورونين إلى “أن الأحداث يبدأون اللعب في العديد من البلدان في وقت مبكر بعمر 10 سنوات”. وأضاف: “لقد بدأنا نرى لاعبين يرغبون في لعب كرة القدم في المدارس الثانوية من أجل التمكن من لعب كرة القدم في الجامعة، وربما حتى التمكن من اللعب في رابطة كرة القدم القومية.”

على الصعيد الدولي، أصبح عدد متزايد من الناس يشاهدون في كل عام مباراة السوبر بول، وهي أكبر حدث رياضي في الولايات المتحدة. (واحد من كل ثلاثة أميركيين شاهد المباراة في عام 2014). تُبثّ وقائع المباراة في أكثر من 100 دولة. ويمكنك تعلّم أسس كرة القدم بمساعدة الرابطة القومية لكرة القدم قبل بدء مباراة السوبر بول لهذا العام في مطلع الشهر المقبل.