ذهب نورمان أبهوف إلى جزيرة مدغشقر لإنقاذ الغابة المطرية هناك. إلا أنه عاد مقتنعا بأنه يستطيع إنقاذ الملايين من الجوع وسوء التغذية.
في أوائل التسعينات، بينما كان يرأس معهدًا بيئيًا لدى جامعة كورنيل في مدينة نيويورك، سافر أبهوف إلى مدغشقر حيث علِم بوجود أسلوب مبتكر يعزّز انتاج محاصيل الأرز. الطريقة التي طورها الأب اليسوعي هنري دي لولانيه، المسماة نظام تكثيف إنتاج الأرّز(SRI) تتطلب زراعة شتلات الأرز خلال فترة مبكرة، مع تباعد واسع بينها ومن دون غمر حقولها بالمياه باستمرار . يوفّر نظام الإنتاج المكثف للأرز في استهلاك المياه ويخفّض تكاليف البذور وينتج محاصيل كبيرة.
اعتمادًا على موقع زراعته، يزيد نظام الإنتاج المكثف للأرز المحاصيل بنسبة قد تصل حتى 100 في المئة. وحال اطلاع أبهوف على النتائج، شرع بالترويج لهذه التقنية. وقد درج على القيام بذلك منذ العام 1998، إذ يسافر إلى آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وكثيرًا ما يعمل مع مجموعات غير حكومية ومع وكلاء إرشاد زراعي محليين.
وقد حقق فارقا. فهناك ما يزيد عن 10 ملايين مزارع صغير في الصين والهند وباكستان واندونيسيا وفيتنام وكمبوديا وغيرها من دول باتت تعتمد نظام الإنتاج المكثف للأرز أو أجزاءً منه. وأصبح هذا النظام يستعمل حاليًا بنجاح لزراعة محاصيل أخرى من بينها القمح والذرة البيضاء.

إلا أن نظام الإنتاج المكثف للأرز واجه في البدء الكثير من التشكيك من جانب علماء أرزّ مرموقين.
شرح أبهوف ذلك “بأن الأمر استدعى تبديلاً في النموذج القائم”
ولكن، عندما أقرت غالبية الأبحاث بوجود فوائد لنظام الإنتاج المكثف للأرز ومن بينها التخفيض من انبعاثات غاز الاحتباس الحراري، تراجع المشككون عن حملتهم. فيرنون دبليو روتان، عالم الاقتصاد الزراعي في جامعة مينيسوتا، الذي كان يشكك يومًا بإمكانيات هذا النظام أمسى يعتبر نفسه الآن مشجعًا متحمسًا له. المعهد الدولي لأبحاث الأرز في الفليبين، الذي كان في أول الأمر من أشد المنتقدين للنظام، بدأ يستضيف الآن قسمًا متعدد الصفحات لنظام الإنتاج المكثف للأرز (SRI) على موقعه الالكتروني.
أما أبهوف، الذي يعمل الآن أستاذًا للزراعة الدولية والسياسة في جامعة كورنيل، فقد عاش ليرى أن نظام الإنتاج المكثف للأرز يجري تبنيه من جانب البنك الدولي، ومؤسسة أوكسفام والعديد من الحكومات.

واحدة من طرق عديدة أخرى
إلا أن نظام الإنتاج المكثف للأرز ليس سوى واحدة من الممارسات المستدامة العديدة التي باتت تحدث ثورة في مجال الزراعة والمحافظة على البيئة. تشمل الممارسات التي غدت شائعة بتزايد:
- استعمال أنواع من البذور تتحمل الحرارة وتتمتع بالكفاءة في استهلاك المياه.
- تدوير المحاصيل.
- الزراعة البينية، أو زراعة نوعين أو أكثر من المحاصيل بصورة متقاربة للحصول على محاصيل أكثر واستخدام مغذيات تربة.
- الحراثة المحافظة على التربة، وهي طريقة لحراثة التربة تترك مخلفات محاصيل السنة السابقة في الحقول قبل وبعد زرع المحاصيل التالية من أجل تخفيض تآكل التربة وتسربات المياه.
- الزراعة بلا حراثة، وهي طريقة لزراعة المحاصيل أو الأعشاب بدون تقليب التربة والمس بها بالحراثة لتحسين الخصوبة البيولوجية للتربة.
- أنظمة الري المغلقة أو بواسطة التنقيط.
- حواجز يمكنها احتجاز الترسبات والملوثات خلال انسكاب المياه.
- استعمال الطاقة المتجددة لتشغيل المعدات الزراعية.