A man shaking hands with a boy (Courtesy Algeria Press Service)
أدى حب ماثيو هيل للشؤون الدولية وحلمه بالعمل كدبلوماسي أميركي في يوم من الأيام إلى لقائه بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. (Courtesy of Algeria Press Service)

بالنسبة لماثيو هيل البالغ من العمر 12 عامًا، كان العام 2022 عامًا شهد العديد من الأحداث التي يمر بها للمرة الأولى. ففيه صدر جواز سفره الأول، وقام بأول رحلة سفر له خارج الولايات المتحدة، وأول مرة يتفوه فيها بهذه الكلمات: “إنه لشرف لي أن ألتقي بكم يا سيادة الرئيس.”

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد استقبل ماثيو، في شهر حزيران/يونيو، في مقر إقامته في وهران. وقد تحدث ماثيو إلى الرئيس باللغة العربية التي تعلمها حديثًا، وبعد لقائهما، وصف تبون ماثيو بأنه “صديق ومحب للجزائر وشغوف باللغة العربية”.

كان حفل الاستقبال الرئاسي أبرز ما في رحلة ماثيو المذهلة، والتي بدأت بحب استطلاعه للعالم من حوله وحبه للثقافات المختلفة. وقالت والدته، ستيفاني هيل، إنه حتى قبل أن يتمكن ماثيو من التحدث، “كان منجذبا إلى أعلام الدول، وكان يقرأ إلى ما لا نهاية كتابًا عنده عن أعلام البلدان.”

Group of people posing for selfie (Courtesy of Matthew Hill)
ماثيو، إلى اليمين، مع العائلة والأصدقاء في الضريح الملكي لموريتانيا (أو ما يسميه المحليون قبر الرومية) في ولاية تيبازة، بالجزائر. (Courtesy of Matthew Hill)

بدأت مغامرة ماثيو في شهر آب/أغسطس 2021، عندما أرسل بريدًا إلكترونيًا إلى السفارات الأميركية في جميع أنحاء العالم، وشارك فيه حلمه المتمثل في أن يعمل في يوم من الأيام في السلك الدبلوماسي الأميركي.

وقال: “ردت علي الكثير من السفارات، فقد رد على رسالتي سفراء أميركا في المغرب والكويت والمملكة العربية السعودية وبوليفيا وسنغافورة”.

ثم في أيلول /سبتمبر، شاهد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة مقطع فيديو أرسله ماثيو إلى السفارة الأميركية في الجزائر العاصمة، يعرض فيه معرفته بالتاريخ والجغرافيا الجزائرية ويعلن عن طموحه في أن يعمل يوما ما سفيرا للولايات المتحدة في الجزائر. شارك ماثيو أيضًا من أرسل إليهم رسائله معلومة أنه مصاب بالتوحد، وهي حالة تتعلق بالنمو العصبي.

فكتب لعمامرة تغريدة ردا على الفيديو شجعه فيها على المضي قدما، وبدأت علاقة ماثيو بالحكومة الجزائرية، ما أدى في النهاية إلى دعوته لزيارة البلاد.

Matthew Hill taking selfie overlooking city of Oran (Courtesy of Matthew Hill)
ماثيو في كنيسة سانتا كروز المطلة على مدينة وهران شمال غرب الجزائر. (Courtesy of Matthew Hill)

أولا، في كانون الأول/ديسمبر، زار ماثيو السفارة الجزائرية في واشنطن والتقى بالسفير الجزائري أحمد بوتاش. وخلال زيارة إلى وزارة الخارجية الأميركية، أثار ماثيو إعجاب جوي هود، النائب الأول لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، بمعرفته بالجزائر وبالخبرة المهنية لوزير الخارجية الجزائرية رمطان لعمامرة.

بدأ ماثيو أيضًا دراسة اللغة العربية، حيث بدأ يأخذ دروسًا ستة أيام في الأسبوع عن طريق الفيديو مع مدرس جزائري في قنسطنتية. وبحلول الوقت الذي وصل فيه ماثيو إلى مطار هواري بومدين في الجزائر العاصمة في 25 حزيران/يونيو، كان قادرًا على التحدث باللغة العربية للجزائريين الذين استقبلوه، وكذلك في مقطع فيديو استحوذ على قلوب الجزائريين، وحصل على مليوني مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالسفارة الأميركية.

خلال زيارته للجزائر التي استمرت أسبوعين، حضر ماثيو دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط والتقى بالمسؤولين الجزائريين الذين شجعوه على مواصلة السعي لتحقيق حلمه في أن يصبح دبلوماسيًا أميركيًا والعمل على تحقيق عالم أفضل وأكثر أمانًا.

نشر الوزير لعمامرة تغريدة قال فيها لماثيو “يسرني أن حلمك بزيارة الجزائر قد تحقق. استمر بكل ثقة يا عزيزي ماثيو في تحقيق طموحك في أن تصبح سفيرًا للولايات المتحدة في الجزائر.”

وقال ماثيو في مقطع فيديو عند وصوله “يشرفني أن أكون هنا في الجزائر.” وأضاف أن “هذه أفضل تجربة على الإطلاق.”

أعلاه، تغريدة للسفيرة الأميركية لدى الجزائر، إليزابيث أوبن، تقول: ’إنني أحب هذا الطفل! يا له من أمر مبهج أن أرى ماثيو هيل يتعلم المزيد عن الجزائر بنفسه شخصيًا. شكرا لمنحه هذه الفرصة.‘