يعتمد المسؤولون الأوكرانيون، داخل الحكومة وخارجها، على التكنولوجيا الأميركية للدفاع عن بلدهم من الهجمات الروسية الوحشية، ولإعادة البناء.
الشركات الأميركية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والتصوير بالأقمار الاصطناعية هي من بين العديد من شركات التكنولوجيا التي بدأت الشراكة مع أوكرانيا بعد فترة وجيزة من قيام روسيا بغزوها الشامل في شباط/فبراير 2022.
منذ ذلك الحين، ساهمت شركات التكنولوجيا الأميركية بالمساعدات الإنسانية والعينية التي تبلغ قيمتها “عشرات الملايين من الدولارات” مع الاستفادة من خبراتها لدعم أوكرانيا، وفقا لما ذكره مركز مشاركة التكنولوجيا بغرفة التجارة الأميركية.
تبرعت بعض الشركات الأميركية بتقنيتها للحكومة الأوكرانية بينما قدمها البعض الآخر لوسائل الإعلام مجانًا. وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك.
سرد القصة
بعد وقت قصير من بدء الغزو الروسي لعام 2022، التقطت شركة ماكسار تكنولوجيز (Maxar Technologies)، ومقرها وستمنستر، كولورادو، صورًا بالأقمار الاصطناعية لقافلة بطول 64 كيلومترا من المركبات الروسية المتجهة إلى كييف.
وقالت شركة ماكسار إنها قدمت خلال العام الماضي صورًا لأكثر من 200 حدث إخباري للصحفيين حول العالم، ومن خلال القيام بذلك، ساعدت في “سرد قصة أكثر دقة عن الحرب” ومكافحة المعلومات المضللة.
تضمنت المعلومات التي قدمتها شركة ماكسار ما يلي:
- صورًا التُقطت بالأقمار الاصطناعية دحضت مزاعم روسيا بأن عمليات القتل في بوتشا كانت مدبرة.
- الأضرار التي لحقت بالإنتاج الزراعي الأوكراني بسبب الحرب الروسية.
- صورًا للمدارس والشقق التي قصفتها روسيا في بخموت.
- فيضانات في مدن على طول نهر دنيبر بعد انهيار سد كاخوفكا.
تسجيل أضرار البنايات
بدأت شركة سكيل إيه آي (Scale AI)، ومقرها سان فرانسيسكو، في جمع الصور في آذار/مارس 2022 للمدن الأوكرانية المستهدفة بالقصف.
بالاعتماد على معلومات من صور بالأقمار الاصطناعية التجارية، تمكنت شركة سكيل إيه آي من إعداد نظام يكتشف تلقائيًا أضرارًا جديدة لحقت ببنايات فردية. وقامت الشركة بإعطاء مجموعات بياناتها مجانًا للسلطات في أوكرانيا.
تتيح تحديثات الشركة اليومية المتعلقة بالأضرار التي لحقت بالبنايات لفرق الاستجابة للطوارئ الإنسانية والطبية مساعدة المناطق ذات الاحتياجات الكبرى.
وقالت الشركة إنها توفر مجموعات بيانات جاهزة للذكاء الاصطناعي مباشرة للشركاء في أوكرانيا لأن الشركة تؤمن “باستخدام الذكاء الاصطناعي لدعم القيم الديمقراطية”.
الملاحقة القضائية لجرائم الحرب
المحققون الذين يراجعون الأدلة على جرائم الحرب التي يُحتمل ارتكابها لديهم مجموعة نفيسة من البيانات. تعمل شركة بالانتير تكنولوجيز (Palantir Technologies)، التي يقع مقرها الرئيسي في دنفر، مع مكتب المدعي العام لأوكرانيا للمساعدة في فهرسة مصادر المعلومات المختلفة وإدارتها.
وقالت الشركة إن برنامجها سيساعد المحققين على “مشاركة ودمج ومعالجة جميع البيانات الرئيسية” المتعلقة بما يقرب من 80 ألف جريمة حرب من المحتمل أن تكون روسيا قد ارتكبتها في أوكرانيا. وهذا يشمل القتل والتدمير والاغتصاب في بوتشا وإيربين وإيزيوم ومنطقة خاركيف وأماكن أخرى.
يجمع البرنامج بيانات مستقاة من صور بالأقمار الاصطناعية ومن معلومات استخبارية ومصادر أخرى، بما في ذلك الصور التي قام الأوكرانيون وغيرهم بتحميلها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال أندري كوستين، المدعي العام الأوكراني، في بيان لشركة بالانتير، إن تحليل هذا القدر من الأدلة سيكون “مستحيلًا فعليًا بدون حلول تكنولوجيا المعلومات الحديثة“.
الحفاظ على الأمن الغذائي
تعمل شركة بلانت لابس (Planet Labs) في سان فرانسيسكو وائتلاف ناسا هارفست (NASA Harvest) (مجموعة من الباحثين الذين يدرسون الأمن الغذائي) مع وزارة الزراعة الأوكرانية منذ شباط/فبراير 2022 لتحليل الأراضي الزراعية في البلاد.
يمكن للمسؤولين الأوكرانيين استخدام بيانات الأقمار الاصطناعية لمراقبة الحصاد والتنبؤ بغلة المحاصيل والكشف عن محتوى النيتروجين.
في نيسان/أبريل، أشاد النائب الأول لوزير السياسة الزراعية والغذاء الأوكراني تاراس فيسوتسكي بتعاون الوزارة الأوكرانية مع ائتلاف ناسا هارفست. وقال فيسوتسكي إن العمل معًا “يحسن القدرة على تقدير الإنتاج الزراعي لأوكرانيا في وقت الحرب”.
وتوفر شركة بلانت لابس أيضًا صورًا بالأقمار الاصطناعية للوكالات الإنسانية التي تعمل على إخلاء السكان وإزالة الألغام وتقييم أضرار المباني.
تعطيل المعلومات المضللة والهجمات الإلكترونية
تشمل الأمثلة المبكرة الأخرى للدعم الفني الأميركي لأوكرانيا ما يلي:
- حظرت شركة غوغل قنوات يوتيوب المرتبطة بوسائل الإعلام الحكومية الروسية، مثل آر تي وسبوتنيك، في جميع أنحاء أوروبا.
- قامت شركة فيسبوك بتقييد الوصول إلى صفحات آر تي وسبوتنيك عبر الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.
- اشتركت كل من مايكروسوفت وأمازون وغوغل مع مؤسسات تكنولوجيا المعلومات الأوكرانية لدرء الهجمات الإلكترونية.
في عام 2022، منحت حكومة أوكرانيا كلًا من غوغل ومايكروسوفت آزور وأمازون ويب سيرفيسز “جوائز السلام”. جاءت الجوائز من الرئيس فولوديمير زيلينسكي تقديرًا لجهود هذه الشركات في تقديم الدعم التكنولوجي المهم.
