كيف تحمي وكالة ناسا روّاد الفضاء من الأصوات المدوية التي تزيل الطلاء عن الجدران

من الممكن لهدير إطلاق صاروخ أن يولّد موجات صوتية قوية للغاية. لهذا السبب يتجمع المشاهدون على مسافة كيلومترات عديدة من منصة إطلاق الصواريخ. وفي حال كنت جالسًا مثبتًا في مقعدك فوق هذه المحركات، وجاهزًا للانطلاق إلى المريخ، فإن مثل هذه الموجات الصوتية يمكنها أن تسبّب العديد من المشاكل.

لحسن الحظ، باستطاعة المهندسين اختبار أية مركبة فضائية جديدة وعزلها صوتيًا قبل انفصالها عن منصة الإطلاق بمساعدة مرفق هائل مجهز بجدران من مكبرات الصوت في ولاية أوهايو. ففي مرفق اختبار الأصوات المترددة الأصداء (Reverberant Acoustic Test Facility) التابع لوكالة ناسا، تستطيع وكالة الفضاء الأميركية وغيرها من الشركات الفضائية الخاصة أن تطلق أجزاء صاروخ بواسطة الضجيج القوي الصادر عن محاكاة إطلاق صاروخ.

يشكل هذا المرفق أقوى مركز لاختبار الأصوات القوية في العالم، إذ يمكنه إصدار أصوات تصم الآذان بقوة 163 ديسيبل من خلال 36 بوقًا مشغلًا بالنيتروجين. تصنع مكبرات الصوت من معادن غير مطلية، لأن الأصوات الصادرة عنها قد تزيل الطلاء عن المعدن. وينطلق مقدار من غاز النيتروجين يعادل حجم بركة سباحة أولمبية عبر الأبواق في كل دقيقة.

Close-up of space capsule in acoustic testing chamber (Alcyon Technical Services JV, LLC)
كبسولة أوريون من وكالة ناسا تم اختبارها لمعرفة ما إذا كان يمكن أن تصمد أمام أقوى ضجيج تحدثه الصواريخ. (Alcyon Technical Services JV, LLC)

يشكل هذا المرفق جزءًا من مجمع بلام بروك لوكالة ناسا (NASA’s Plum Brook complex)، الذي يتضمن أيضًا غرفًا تحاكي الفراغ الهوائي في الفضاء، إلى جانب البرد الجليدي، والحرارة الحارقة، والاهتزازات الصادمة، وتيارات الكهرباء التي يمكن للصواريخ أن تتعرض لها خلال طيرانها. وقد سبق لشركة سبايس اكس الخاصة (SpaceX) أن استخدمت هذا المرفق للتثبت من عمل السطح الانسيابي لصاروخها فالكون 9 – “مخروط الرأس” الذي يوفر الحماية للمركبة الفضائية أثناء عملية الإطلاق.

من الممكن أن تكون قد شاهدت هذا المركز عن قرب: ففي فيلم مارفل الشهير الذي عُرض في العام 2012، المنتقمون (The Avengers)، يُستخدم هذا المرفق مقرًا رئيسيًا لمؤسسة استخبارات سرية تُسمى “الدرع” (SHIELD).

والجدير بالذكر أن الكبسولة الفضائية أوريون، التي تخطط وكالة ناسا لاستخدامها من أجل نقل البشر لأول مرة إلى المريخ، قد خضعت للمجموعة الكاملة من اختبارات إساءة الاستعمال قبل رحلتها غير المأهولة في العام 2014. (تخطط ناسا لإطلاق أول رحلة طيران مأهولة إلى المريخ  في حوالى العام 2030).