كيف تعرف إذا كان الهواء الذي تتنفسه نقيًا؟ لن تعرف ذلك ما لم تتمكن من الحصول على البيانات التي تفيدك إذا كانت مستويات التلوث في ذلك اليوم مرتفعة لدرجة أنها تسبب مشاكل صحية.

منذ سنوات عديدة، اكتشف باحثون بيئيون أميركيون وسائل لجمع تلك البيانات وجعلها متوفرة باستمرار للناس الذين يريدون التأكد إن كان طفلهم المصاب بالربو يستطيع اللعب في الخارج، أو إذا كان أحد المتقدمين بالسن يمكنه أن يتمشى في الخارج.

تهدف الوكالة الأميركية لحماية البيئة ووزارة الخارجية إلى تمكين الناس في بلدان أخرى من الوصول إلى نفس البيانات كي يستطيعوا اتخاذ قرارات سليمة والتعرّف أكثر على أهمية نوعية الهواء.

أطلقت الوكالة الأميركية لحماية البيئة البرنامج الدولي للهواء الآن في شنغهاي قبل خمس سنوات، وذلك استنادًا إلى برنامج أميركي لجمع البيانات بدأ تنفيذه في تسعينات القرن العشرين. والآن يجري التخطيط للمزيد من التوسع الدولي من خلال إطلاق برنامج خاص بالهند من المقرر المباشرة به خلال الأشهر القليلة القادمة، كما تُتَّبع جهود مماثلة في فيتنام ومنغوليا بعد فترة قصيرة. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أطلق الإعلان في 18 شباط/فبراير الجاري.

قال الوزير كيري، “هناك هدف آخر في هذا أيضًا، وهو مهم. فنحن نأمل بأن تستطيع هذه الأداة توسيع نطاق التعاون الدولي عندما يتعلق الأمر بالحد من تلوث الهواء.”

انضمت مديرة الوكالة الأميركية لحماية البيئة جينا مكارثي إلى إعلان الوزير كيري، وأوضحت بأن مؤشر نوعية الهواء يُحتسب استنادًا إلى بيانات حول مستويات السخام والأوزون المستمدة من 4 آلاف محطة مراقبة لنوعية الهواء في كل من الولايات المتحدة والصين.

وقد ساعد توزيع البيانات التي تمَّ جمعها في الصين في نشر فهم أوسع للعلاقة بين التلوث والصحة. ووصفت مكارثي كيف شاهدت البرنامج الدولي للهواء الآن وهو يكتسب اهتمام الرأي العام خلال زيارتها إلى بكين.

كان هناك “أناس عبر سائر أنحاء بكين ينقرون أزرار الهاتف الخليوي لمشاهدة ما تقوله البيانات حول نوعية الهواء، مدركين أن بإمكانهم الاعتماد عليها، ومدركين أن العلم كان يزودهم بتحليل دقيق لنوعية الهواء في تلك اللحظة.”

وأكدت مكارثي مؤخرا أن برنامج الهواء الآن يثبت أن “المعلومات والشفافية تمكننا من خفض المخاطر الصحية المرتبطة بتلوث الهواء.”