(State Dept./Doug Thompson)

بعد أن تلقت عاملات الحياكة في مصنع للنسيج في كارور بالهند تدريبًا لتعزيز الثقة في أنفسهن وصقل مهاراتهن في التواصل والاتصال، تغيرت حياة داري وعائلتها إلى الأفضل.

أقنعت حائكة المنسوجات السابقة، القليلة الكلام، زوجها بالعثور على وظيفة، وجعلت أطفالها يكفّون عن التشاجر ويقضون وقتا أطول في مذاكرة دروسهم. قالت داري لمنظمة (Swasti) “سواستي” الهندية غير الهادفة للربح التي أجرت الدورات التدريبية إن التدريب “بنى ثقتي”. وأضافت، “والآن، السلام يسود في المنزل، والدخل المالي لعائلتي يتحسن.”

حصلت منظمة سواستي على منحة من مؤسسة وول مارت، الذراع الخيرية لأكبر متاجر التجزئة في العالم، لتدريب آلاف النساء في المصانع في الهند. وتدعم المؤسسة أيضًا المنظمات غير الحكومية الأخرى التي تدرّب النساء العاملات في المصانع والمخازن والمزارع في العديد من البلدان الأخرى.

عرضت شركة محلات وول مارت قصة داري في تقرير المسؤولية العالمية الذي تصدره. وقد أنفقت الشركة، ومقرها في بنتونفيل، بولاية أركنسو، 139 مليون دولار على مدى خمس سنوات على جهود تمكين المرأة، حسبما ذكرت نائب رئيس مؤسسة وول مارت جولي جيركي.

 

Woman with clump of grass on her head walking in paddy field (© Werli Francois/Alamy Stock)
امرأة هندية تحمل محصول الأرز وهي تسير في حقل أرز في إقليم أندرا براديش، بالهند. (© Werli Francois/Alamy Stock)

يمثل التمكين الاقتصادي للمرأة أولوية بالنسبة للحكومات والمنظمات غير الربحية والقطاع الخاص، وسيكون محور تركيز القمة العالمية لريادة الأعمال التي تُعقد في مدينة حيدر أباد، بالهند، في الفترة من 28 إلى 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017. وستشارك الولايات المتحدة والهند معًا فى استضافة القمة.

وتوضح الدراسات بشكل قاطع أنه عندما تكتسب المرأة المزيد من المال، فإنها تستثمره في صحة الأطفال وتعليمهم من أجل تحسين ونهضة المجتمعات بأكملها.

Tricycle taxis queuing outside store (© David Dorey, The Philippines Collection/Alamy Stock)
فصول المهارات التجارية ساعدت أصحاب متاجر “ساري-ساري” الفلبينيين. (© David Dorey, The Philippines Collection/Alamy Stock)

وتستخدم شركة كوكا كولا، ومقرها أتلانتا، قوتها الشرائية لكي تجلب المزيد من الشركات المملوكة للنساء إلى سلسلة التوريد الخاصة بها. وتهدف مبادرتها (5by20) إلى مساعدة خمسة ملايين امرأة من رائدات الأعمال في سلسلة التوريد الخاصة بها بحلول العام 2020. وحتى الآن قامت الشركة بتوفير التدريب التجاري وإتاحة التمويل والإرشاد والتوجيه لما يقرب من مليوني امرأة في 64 بلدًا، بما في ذلك أصحاب متاجر “ساري-ساري” في الفلبين.

وقالت كارمنسيتا أسبيراس لمديري شركة كوكا كولا الذين زاروا متجرها في تاغويغ بالقرب من العاصمة الفلبينية مانيلا، “لقد تمكنت من أن أتيح لأطفالي استكمال دراستهم، وعملي التجاري يزدهر.”

وشركة “كاتربيلر”، ومقرها بيوريا بولاية إلينوي، وهي شركة عملاقة لتصنيع معدات البناء والتعدين، دخلت في شراكة مع مؤسسة الأمم المتحدة والعديد من المنظمات غير الربحية للعمل على مبادرة “معًا أقوى” بهدف انتشال 50 مليون شخص من براثن الفقر.

وتقول رئيسة مؤسسة كاتربيلار، ميشال سوليفان، “نحن نحاول استخدام أموالنا وعلامتنا التجارية ومواردنا البشرية ونفوذنا لجعل العالم أفضل.”

كما ساهم البنك الاستثماري غولدمان ساكس بمبلغ مئة مليون دولار لمبادرته التي أطلقها، “مبادرة 10 آلاف امرأة“، وذلك لتقديم المشورة والمساعدة في تأمين رؤوس المال لصاحبات المشروعات التجارية.

وتقول نائبة رئيس غولدمان ساكس، كارا غوستافسون، “إننا كنا نفكر،’كيف يمكننا مواءمة العمل الذي نقوم به كمؤسسة تقدم المساعدة مع العمل الذي نقوم به كمؤسسة مالية عالمية؟‘، فبالنسبة لنا، ذلك هو النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل.”

وقد تعاون بنك غولدمان ساكس مع مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي لإنشاء مرفق إقراض عالمي لتوسيع نطاق المشاريع النسائية. وكان ذلك تمهيدًا لمبادرة البنك الدولي لتمويل رائدات الأعمال التي أعلن عنها في قمة مجموعة العشرين في تموز/يوليو بدعم من الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة العربية السعودية وبلدان أخرى.

وكانت الشركات الكبرى قد دعمت سابقا مشاريع تمكين المرأة باعتبارها الأمر الصحيح الذي ينبغي فعله. إلا أن “ذلك القول قد تغير”، كما تقول جيهركي، نائب رئيس مؤسسة وول مارت. فالآن، هم يفعلون ذلك لأنه أمر منطقي من الناحية الاقتصادية.