ساعد جون فافرو في كتابة كل خطاب رئيسي تقريبًا ألقاه الرئيس طوال ست سنوات، وذلك بعد أن تولى منصب مدير شعبة كتابة الخطب للرئيس أوباما، ابتداءً من حملته الرئاسية عامي 2007/2008 وحتى أوائل العام 2013.
كل خطاب عظيم يروي لنا قصة ما، وتمامًا مثل القصة، لكل خطاب بداية ووسط ونهاية. أثناء كتابتي، فإن أكثر ما أفكر فيه هو منطق الخطاب وكيف تتكشّف تفاصيله، إلى حد كبير مثل القصة العظيمة.
تبدأ العملية الكاملة لكتابة خطاب حالة الاتحاد قبل بضعة أشهر من إلقائه. يجمع الرئيس جميع مستشاريه وأعضاء حكومته ويتحدث حول القضايا والمواضيع التي سوف يتطرق إليها في الخطاب.

في العادة، يكون علينا نحن الكتاب تغطية قائمة متنوعة من نواحي القضايا، الداخلية والأجنبية، وأن نحاول ترتيب كل شيء في الخطاب ليكون ملائمًا لخطاب لا يستغرق سوى 50-60 دقيقة. ولذا نتعلم الاختصار، ونتعلم كيف نجعل الخطاب متحركًا بأسرع ما يمكن.
عندما كنت أعمل في البيت الأبيض، كنت أجلس مع الرئيس قبل أن أبدأ الكتابة وأحصل على فكرة منه حول كيف يريد أن ينظّم بنيان الخطاب وما هو موضوعه. ثم نخرج أنا وكتّاب الخطب الآخرون ونبدأ بالعمل على مسودة الخطاب.
من هناك تبدأ عملية إرسال المسودات ذهابًا وإيابًا بين مجموعة كتّاب الخطب والرئيس. في بعض الأحيان كان الرئيس يخطّ بيده نصًا على ورقة رسمية صفراء مختلف الأقسام التي يريد أن يشملها الخطاب، ومن ثم نراجع ذهابًا وإيابًا تنقيح كل سطر حتى يوم إلقاء الخطاب.
والشيء الأكثر صعوبة في كل عام كان كيفية قول “حالة الاتحاد قوية”. لقد أصبحت هذه العبارة تقليداً في خطاب حالة الاتحاد، وكان هدفنا أن نصوغها في كل عام بحيث لا تبدو مكرّرة ومبتذلة بدرجة كبيرة.
كتبنا هذه العبارة مرّتين في السطر الأخير من الخطاب، ووضعناها أحيانًا في البداية، ولكننا حاولنا إدخال بعض التنوع في كيفية استخدام تلك العبارة. سوف أرى هذه السنة كيف يعالج كتّاب الخطب ذلك.
– جون فافرو