ولدت تاتيانا مكفادين مصابةً بعيب خلقي في العمود الفقري يُعرف طبيًا باسم (spina bifida) وهو ما يعني أن بعض فقرات العمود الفقري تكون مفتوحة وغير ملتحمة، ممّا نتج عنه إصابتها بشلل في الجزء السفلي من الجسم ابتداءً من تحت الخصر. لكنها أدركت منذ كانت في العاشرة من عمرها أنها تريد أن تكون لاعبة رياضية تشارك في الألعاب الأولمبية للمعوّقين.
ساعدها قانون الأميركيين المعوقين (ADA) في بلوغ ذلك الهدف. فقانون الحقوق المدنية الصادر في العام 1990 حقّق تغييرات جذرية في الحياة اليومية للكثيرين، بمن فيهم من يمارسون الرياضة، فهو يضمن أن تتوفر لك الفرصة، سواء كنت في الملعب أو في المدرّجات، مثل أي شخص آخر للتمتع بالألعاب الرياضية. ويوافق يوم 26 تموز/ يوليو الذكرى الـ27 لتوقيع الرئيس جورج إتش دبليو بوش على قانون حماية حقوق المعوقين الأميركيين.

وحاليًا أصبحت ماكفادين حائزة على 17 ميدالية أوليمبية في دورات الألعاب الأولمبية للمعوقين، بعد حصولها على 4 ميداليات ذهبية وميداليتين فضيتين في دورة الألعاب الأولمبية للمعوقين في ريو دي جانيرو.
قالت مكفادين إن “كل ما أردته كان الانضمام إلى فريق ألعاب المضمار في مدرستي الثانوية”. وعندما لم تسمح لها مدرستها بالمشاركة على كرسيها المتحرّك مع المتسابقين الآخرين، أقامت دعوى قضائية. ولم تكن تسعى بذلك للحصول على مال، بل أرادت فقط أن يكون لها الحق في المشاركة.
وتقول مكفادين إن “ذلك حصل عندما دخل قانون الأميركيين المعوّقين حيّز التنفيذ”. ويُذكر أن مكفادين ابنة بالتبني منذ كان عمرها 6 سنوات، وهي أصلا من سانت بطرسبرغ، روسيا، ونشأت في كلاركسفيل بولاية مريلاند.
بموجب قانون الأميركيين المعوّقين، ينبغي على المنظمات التي ترعى الرياضة أن توفر لمن يُعاني من إعاقة ذهنية أو في النمو أو الجسد، أو أي إعاقة أخرى، فرصة متساوية لكي يشارك في الاختبارات الأولية ليتمكن من الانضمام إلى الفرق الرياضية والتنافس. وعلى هذه المنظمات توفير تسهيلات معقولة للمتنافسين من ذوي الإعاقة، مثل استخدام إشارة انطلاق بصرية بدلا من مسدس الانطلاق للعداء الأصم، أو التخلي عن قاعدة لمس حافة المسبح باليدين بالنسبة للسباح الذي له ذراع واحدة.
كانت مكفادين تمارس عدة ألعاب رياضية خلال صباها، بما في ذلك كرة السلة على كرسي متحرك، والهوكي على زلاجات، والسباحة، والجمباز وسباقات المضمار والميدان. تابعت مسيرتها الرياضية في جامعة إلينوي، حيث انضمت إلى فريق كرة السلة على كرسي متحرّك وفريق المضمار على كرسي متحرّك مع فرق فايتينغ إيلينيز (Fighting Illini’s).
و”الآن أصبح هذا قانونًا فدراليًا”، حسبما قالت مكفادين في فيلم فيديو بثه موقع غوغل فيديو احتفالًا بالذكرى الخامسة والعشرين لصدور قانون الأميركيين المعوّقين في العام 2015. وتابعت، “لنا الحق في أن نفعل كل شيء وأي شيء نريده، ويعود الفضل في ذلك إلى قانون الأميركيين المعوّقين”. فازت مكفادين في ثلاث بطولات كبرى على التوالي في سباقات الماراثون الكبرى في العالم، مع فوزها في ماراثون بوسطن ولندن وشيكاغو ونيويورك في الأعوام 2013 و2014 و2015 و 2016.
ماذا عن محبي الرياضة؟
يضع أيضًا قانون الأميركيين المعوّقين المبادئ التوجيهية كي يتسنى لجميع المشاهدين التمتع بمشاهدة المباريات الرياضية. فمثلا:
- مساحات المشاهدة ينبغي أن تكون مصمّمة بشكل خاص، بحيث تُخصّص أماكن للكراسي المتحركة في جميع فئات المقاعد، بدءًا من أفضل المقاعد وصولًا إلى أعلى مستويات الملعب. وأيضًا يجب توفير الأجهزة المساعدة على السمع.
- أما الممرّات فينبغي أن تسمح للكراسي المتحركة بالوصول من المداخل ودورات المياه وغرف الملابس والمناطق الخلفية.
- وبالنسبة لأكشاك البيع فينبغي أن تكون على ارتفاع ملائم لمستخدمي الكراسي المتحرّكة أو أولئك الذين لديهم إعاقات أخرى.
تنطبق هذه المتطلبات نفسها على حمّامات السباحة وملاعب كرة القدم في الأحياء السكنية.