
في العام 1997، وبسبب القتال المندلع في بنوم بنه، كمبوديا، على الحدود مع تايلاند، أصبح المواطن الماليزي مادنجيت سينغ عالقًا هناك. وبذلك توفر له الوقت الكافي ليبادر إلى تعليم اللغة الإنجليزية للصبيان المحليين الفقراء هناك.
وقد أدى هذا الجهد إلى أتخاذه قرارًا بتأسيس منظمة لا تبغي الربح تسمى SOLS 24/7، باتت اليوم تتولى إدارة ما يقرب من 200 مدرسة داخلية مجانية لتعليم الفتيان المحرومين في ستة من بلدان جنوب شرق آسيا، وفي غالب الأحيان في المناطق الريفية النائية.

كان سينغ يعمل في السابق مديرًا وناشرًا لإحدى المجلات. وقد أثّرت المهارات الإدارية التي طورها في هذين المجالين على نشاطاته المدرسية وأساليب تدريسه. وبموجب نظام سينغ هذا، يشارك الطلاب في الكثير من الأعمال اللازمة لإدارة المدرسة. فهم يطهون الطعام، وينظفون الغرف، ويعتنون بحديقة المدرسة. وحتى أن الطلاب الأكبر سنًا يعلمون – الرياضيات، والعلوم، وعلوم الكمبيوتر وغيرها من المهارات. وينفذ الطلاب من جميع الأعمار مشاريع تطوعية في المجتمع المدني.
قال سينغ، “إننا نعلمهم قوة الانضباط، والتيقظ، والتعاطف باعتبارها وسائل فعالة لبناء شخصية المرء وتمكنه من مواجهة تحديات الحياة.”
العديد من الطلاب المنضمين إلى منظمة SOLS 24/7 كانوا طلابًا قد تركوا المدارس. وكان بعضهم يعاني من إعاقات في التعلم. وعلى الرغم من ذلك فإن خريجي منظمة SOLS باتوا إما يديرون شركات أعمال أو يتولون وظائف أخرى (بعضهم يدِّرس في مدارس سينغ).
وأشار سينغ إلى أنهم “متميزون”، لأنهم يستطيعون الاعتماد على مهاراتهم أينما وحيثما تكون سوق العمل صعبة.
يعتقد سينغ أن العديد من العائلات تقلل من أهمية تعليم الفتيات، ولذلك فإن مدارسه تطلب من أي صبي يرغب بالتسجيل أن يستقدم معه فتاة (إحدى أفراد العائلة أو صديقة) تكون مهتمة أيضًا بالالتحاق بالمدرسة.
تجذب مدارس منظمة SOLS 24/7 شركاء حكوميين ومانحين من القطاع الخاص. ويشير سينغ إلى أن سبب ذلك يعود لكون مدارسه تقدم “وصفة يربح فيها الجميع”، إذ إن هذه المدارس تكون مكتفية ذاتيًا ، ويكون الطلاب فيها من المجتهدين في العمل ويتحلّون بالثقة في النفس ويتميزون بالشعور بالمسؤولية.
سينغ واحد من المرشحين ضمن القائمة النهائية في مسابقة العام 2015 للفوز بالجائزة العالمية للمدرس التي تبلغ قيمتها مليون دولار والتي تقدم لمدرس متميز. وكثيرًا ما يشار إليها باسم جائزة نوبل للتعليم، وهي مفتوحة أمام المدرسين في كل مدرسة في كل بلد من بلدان العالم.