تمثل ولاياتا أيوا ونيوهامشر نسبة ضئيلة من جمهور الناخبين الأميركيين، ومع ذلك فإن من يودون الترشح لمنصب الرئاسة من الحزبين الرئيسيين بالولايات المتحدة يمضون شهورًا في الولايتين – رغم الظروف الجوية التي عادة ما تكون سيئة في ذلك الوقت من الشتاء- في محاولة للفوز بأصوات الناخبين هناك.
ذلك لأن الناخبين في أيوا ونيوهامشر هم من يتخذون أولى الخطوات لفرز المرشحين من الحزبين الرئيسيين بحيث يستقر الرأي على مرشح واحد من الحزب الجمهوري، ومرشح واحد من الحزب الديمقراطي، وهما من سيُكتب اسم كل منهما على البطاقة التي يختار منها الناخبون الرئيس القادم يوم 3 تشرين الثاني/نوفمبر. (يُذكر أن المرشحين المستقلين والمرشحين من الأحزاب السياسية الأخرى يخضعون لمجموعة من الإجراءات والتحديات الأخرى قبل أن تُضاف أسماؤهم على بطاقة المرشحين للانتخابات.)
ويتجول المتقدمون للترشيح ممن يزورون ولاية أيوا على الفاعليات المختلفة المقامة فيها لمصافحة الناس، ويحضرون المآدب ويمضون أوقاتًا طويلة وهم يستمعون إلى الناخبين بشكل مباشر أكثر من أي وقت يقضونه في أي موقع آخر أثناء الحملة الانتخابية. ويقول مؤيدو ذلك النظام الانتخابي إن هذه النوعية من ممارسة السياسة بشكل مباشر مع الناخبين تساهم في أن يكون المرشحون على علم مباشر بما تحتاجه الدولة بالفعل.
قبل أن يختار الحزبان مرشحيهما
من المقرر أن يعقد كل حزب مؤتمرًا خلال فصل الصيف لكي يعلن بصفة رسمية اسم مرشحه. وهذه المؤتمرات يحضرها مندوبون مختارون من الـ50 ولاية والمناطق الخمس التابعة للولايات المتحدة، ومفهوم أن الولايات التي يكون تعدادها السكاني أكثر يكون لها عدد أكبر من المندوبين.
وبعض الولايات (على سبيل المثال، أيوا) تختار المندوبين – أو الذين سيصوتون في المؤتمر- من خلال ما يُعرف باسم نظام المؤتمر الحزبي (Caucus). بينما تصوت ولايات أخرى (مثل نيوهامشر) باستخدام نظام الانتخابات الأولية (Primaries).
ما هو المؤتمر الحزبي
المؤتمر الحزبي أو التكتل الحزبي هو تجمع محلي للناخبين المحليين في أي حزب سياسي، غالبًا ما يكون في مكتبة، أو مدرسة، أو في غرفة الاستقبال بأحد المنازل. ويقدم المواطنون المجتمعون في المؤتمر أسباب اختيارهم للشخص الذي يفضلونه كمرشح. ومع اقتراب انتهاء فترة المؤتمر، يتم تقليص عدد الأسماء المرشحة ممن يكونون أقل شعبية. ويتم استقطاب مؤيديهم لصالح مرشحين آخرين. هكذا كان يجري اختيار المندوبين لمؤتمرات الانتخابات الرئاسية، لكن عدد الولايات التي تستخدم هذا النظام آخذ في التناقص.

ما هي الانتخابات الأولية؟
تجري العديد من الولايات انتخابات تمهيدية – حيث تُمرر الولاية بطاقة تصويت سرية. وفي تلك الحالات تضع كل ولاية قواعدها الخاصة بمن الذي يحق له التصويت في الانتخابات التمهيدية. (في بعض الولايات، يدير الحزب نفسه الانتخابات الأولية.) تسمح الانتخابات الأولية المفتوحة لأي ناخب مسجل بالتصويت في الانتخابات، حتى أولئك المنتمين لحزب آخر. أما الانتخابات الأولية المغلقة فهي تعني أن الناخبين المسجلين كأعضاء في حزب معين هم فقط من يستطيعون التصويت للمرشحين من ذلك الحزب. بعض الولايات تسمح لأعضاء حزب معين وللناخبين غير المنتمين لعضوية أي حزب (المستقلين) بالتصويت في الانتخابات الأولية للحزب.
يقول البروفيسور دونالد بي غرين أستاذ العلوم السياسية بجامعة كولومبيا، إن المؤتمرات الحزبية والانتخابات التمهيدية آخذة في اجتذاب الجمهوريين من ذوي الاتجاهات المحافظة بدرجة أكبر من المعتاد، ومن الديمقراطيين ذوي الاتجاهات الأكثر ليبرالية بدرجة أكبر من المعتاد. وأضاف “من بين ما يثير القلق حول نظام الانتخابات التمهيدية هو أن هؤلاء الناخبين غالبا ما يكونون من الناشطين والملتزمين فكريًا.”
من الذي يذهب إلى مؤتمرات الترشيح؟
بمجرد أن يقوم الناخبون الأساسيون بالاختيار، يتم استخدام النتائج لانتقاء المندوبين. في الانتخابات الأولية للحزب الديمقراطي، تكون العملية متناسبة. فمثلا، إذا كان لإحدى الولايات 10 مندوبين سترسلهم إلى المؤتمر، فإن المرشح الذي حصل على 40 في المئة من الأصوات الأولية سيحصل على أربعة مندوبين، وهكذا. أما الجمهوريون فيفعلون ذلك في بعض الولايات ولكن في ولايات أخرى يختارون طرقا أخرى لتوزيع المندوبين، مثل “الفائز يأخذ الجميع”، حيث يحصل المرشح الجمهوري الأول على جميع المندوبين.
وإذا كانت الولايات الأصغر حجمًا لديها عدد أقل من المندوبين الذين يصوتون في المؤتمر الوطني الرئيسي للحزب، فلماذا يقضي المرشحون الكثير من الوقت في ولايتي أيوا ونيو هامشر – ويحاولون أن يتجنبوا حيوان الموس الأميركي والعواصف الثلجية؟ (لدرجة أن أحد المرشحين، السناتور كريس دود، قام بنقل أسرته إلى دي موين، بولاية أيوا، وسجل ابنته للالتحاق بمرحلة رياض الأطفال هناك قبل انتخابات العام 2008).
أيوا هي الأولى، ونيو هامشر التالية

إن أهمية هاتين الولايتين تتعلق بحقيقة أنهما أول من تُعقد بهما المؤتمرات الحزبية أو تُجرى فيهما الانتخابات الأولية في عملية طويلة لاختيار الرئيس. تبدأ المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا في 3 شباط/فبراير. والولاية الثانية التي تقرر هي نيو هامشر من خلال الانتخابات الأولية التى تُجرى في 11 شباط/فبراير. ينال الفائزون اهتمام وسائل الإعلام والدعم المالي من الجهات المانحة والسمعة كمرشح متقدم يمكنه التأثير على الناخبين في الأماكن الأخرى.
يقول النقاد إنه ليس من الصواب لهاتين الولايتين أن يكون لهما تأثير كبير كل أربع سنوات. وهم يجادلون بأن أيًا منهما ليست نموذجًا، وبالتالي فلا تُعتبران تمثيلًا عادلا للناخبين. فهما أقل تنوعًا عرقيًا وعنصريًا من الولايات المتحدة بشكل عام، ومتوسط أعمار سكان نيو هامشر أكبر من متوسط أعمار سكان البلد ككل.
بيد أن العديد من الناخبين في أيوا ونيو هامشر يأخذون مهمتهم على محمل الجد. فهم يتابعون الحملة عن كثب ويحضرون الفعاليات لمرشحين متعددين لسماع آرائهم وما يدافعون عنه.
منذ عشرات السنين، كانت مؤتمرات الترشيح عبارة عن فعاليات مليئة بالتشويق والإثارة حيث كانت اتفاقات الغرف الخلفية تساعد في تحديد من سيفوز بترشيح الحزب. ومع وجود العديد من الولايات التي تُجري الانتخابات التمهيدية أو تعقد المؤتمرات الحزبية في وقت مبكر، فإن المرشح المتقدم يكون واضحًا في وقت مبكر.