
عدد الصحفيين المسجونين في الصين أكثر من عدد أي صحفيين مسجونين في أي بلد آخر في العالم.
فمن بين عدد يقدر بـ 250 صحفيًا سجينًا في جميع أنحاء العالم في العام 2019، كان 48 منهم في الصين، أي أكثر من أي بلد آخر، وفقا للدراسة الاستقصائية السنوية للجنة حماية الصحفيين المسجونين في جميع أنحاء العالم، الصادرة يوم 11 كانون الأول/ ديسمبر.
وذكرت الدراسة أن “عدد [الصحفيين المسجونين] قد ازداد بشكل مطرد في الوقت الذي عزز فيه الرئيس شي جينبينغ سيطرته السياسية على البلاد وفرض ضوابط أكثر صرامة على وسائل الاعلام”. إذ يواصل الحزب الشيوعي الصيني “تشديد قبضته الحديدية على الصحافة”.
وفي كثير من الأحيان، يستخدم الحزب الشيوعي الصيني تهمًا جنائية غامضة مثل “افتعال المشاجرات وإثارة الخلافات” لمحاكمة الصحفيين بشكل انتقائي، حسبما ذكر التقرير. يذكر أنه لا يوجد في الصين سيادة قانون مستقلة. إذ جاء في تقرير حقوق الإنسان للعام 2018 الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية في آذار/ مارس: “إن الحزب الشيوعي الصيني يواصل هيمنته على القضاء والتحكم في تعيين جميع القضاة وفي بعض الحالات يملي مباشرة على المحكمة الحكم الذي يتعين عليها إصداره.”
لجنة حماية الصحفيين هي منظمة مستقلة لا تبغي الربح تعمل على تعزيز حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم.

ووفقا للدراسة الاستقصائية، فإن الخوض في السياسة كان السبب الأكثر ترجيحا لدخول الصحفيين السجن، يليه تناول قضيتي حقوق الإنسان والفساد.
وجاء في التقرير أن “الحملة القمعية في مقاطعة شينجيانغ-حيث تم إرسال مليون فرد من الأقليات العرقية المسلمة إلى معسكرات اعتقال- قد تسببت في اعتقال عشرات الصحفيين”.
ليس الصحفيين فقط
ففي مقاطعة شينجيانغ، تم اعتقال أبناء طائفة الإيغور وأعضاء الأقليات العرقية المسلمة الأخرى الذين عملوا في مجال النشر المحلي وكتبوا عن “التطورات السياسية والقانونية والديموغرافية”، وفقًا لما جاء في التقرير، كما تم اعتقال المثقفين، أمثال يالكون روزي، الذين قاموا بتحرير وجمع أكثر من 100 كتاب مدرسي عن ثقافة الإيغور.
كما قام الحزب الشيوعي بسجن عائلات الصحفيين الذين يقيمون في الصين بسبب التقارير التي كتبها أقاربهم خارج الصين.
يأتي تقرير لجنة حماية الصحفيين بعد شهر واحد فقط من إعلان منظمة فريدوم هاوس، وهي منظمة غير ربحية تدعم الحرية والديمقراطية، أن الصين هي أسوأ منتهك لحرية الإنترنت من أي بلد في العالم. ويفضح كلا التقريرين الرقابة الصارمة التي يفرضها الحزب الشيوعي الصيني على الصحافة.
وقالت مورغان أورتاغوس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، في تصريح لها في تشرين الثاني/ نوفمبر بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين؛ “يتعرض الصحفيون، في العديد من الأماكن حول العالم، للقتل والتعذيب والسجن والمضايقات بسبب التقارير التي تفضح انتهاكات الأنظمة الفاسدة”.
وأضافت أن الولايات المتحدة “تدعو إلى وضع حد فوري لجميع التهديدات والتخويف والعنف ضد الصحفيين وغيرهم من العاملين في وسائل الإعلام بسبب عملهم”.