لماذا تُعد تقنية الجيل الخامس ’المفتوحة‘ أمرًا حيويًا لمستقبل البرازيل

يقول الخبراء إن شبكات اتصالات الجيل الخامس (5G) المفتوحة والقابلة للتشغيل المتبادل في البرازيل ستوفر إنترنت يتميز بالسرعة والأمان، ما يؤدي إلى إحداث تحول إيجابي للصناعات والاقتصاد في البلاد.

تقوم البرازيل بعملية تحديث إلى الإنترنت اللاسلكي بتقنية الجيل الخامس وتخطط لتوسيع الخدمة المتطورة إلى المناطق التي تعاني من نقص الخدمات، بما في ذلك منطقة الأمازون. يؤدي استخدام شبكات اتصالات الجيل الخامس إلى تعزيز الصناعات بشكل كبير في جميع أنحاء أميركا الجنوبية، وزيادة إنتاجية المزارعين، وتحسين سبل تقديم الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الأخرى إلى المناطق النائية.

لم يتم بعد تحديد كيفية بناء البرازيل لشبكتها الخاصة التي تعمل بتقنية الجيل الخامس. قبل عقد مزاد الطيف[1] لتقنية الجيل الخامس بالبرازيل، في 4 تشرين الثاني/نوفمبر، تدرس شركات الاتصالات البرازيلية ما إذا كانت ستتبنى أنظمة مغلقة قديمة أو شبكات “مفتوحة” جديدة. في ظل النموذج المغلق الحالي، توفر بعض الشركات الكبيرة التي تستخدم معدات خاصة مسجلة الملكية الأبراج الخليوية والمحطات الأساسية وأجهزة الكمبيوتر الأساسية والبرمجيات التي تشكل نظامًا لتقنية الجيل الخامس – ويُعرف ذلك باسم شبكة الوصول اللاسلكي (RAN).

أما مع شبكة الوصول اللاسلكي المفتوحة (Open RAN)، فإن الموردين يوافقون على معايير مشتركة تسمح للعديد من الموزعين بتوفير مكونات متوافقة. وهذا النهج يجمع بين مزايا شبكات الجيل الخامس الفائقة السرعة والفرص الجديدة للشركات البرازيلية لتزويد مكونات الشبكة، وتوفير الوظائف وتحفيز النمو الاقتصادي. كما أن شبكة الوصول اللاسلكي المفتوحة (Open RAN) يمكن أيضًا أن تحدّ من مخاطر الأمان المرتبطة ببعض مزودي خدمة شبكات الجيل الخامس الحاليين.

([1] مزاد الطيف هو عملية تستخدم فيها الحكومة نظام المزاد لبيع حقوق إرسال الإشارات عبر نطاقات معينة من الطيف الكهرومغناطيسي.)

 

Graphic with photos of communication towers and text comparing traditional 5G with Open RAN 5G (State Dept./S. Gemeny Wilkinson)
(State Dept./S. Gemeny Wilkinson)

قالت مجموعة قطاع الاتصالات البرازيلية [Open RAN do Brasil]، في خطاب بتاريخ 10 أيار/مايو، إلى الجهات التنظيمية لقطاع الاتصالات في البلاد، إن شبكة الوصول اللاسلكي المفتوحة (Open RAN) ضرورية لضمان وجود “نظام تنافسي وآمن” ويتسم بالابتكار لتطوير تقنية الجيل الخامس في البرازيل.

ويقول تحالف سياسات شبكة الوصول اللاسلكي المفتوحة [Open RAN Policy Coalition]، وهو منظمة معنية بهذا القطاع ومقرها واشنطن ولها فرع محلي في البرازيل تأسست في وقت سابق من هذا العام، إن شبكة الوصول اللاسلكي المفتوحة (Open RAN) ستتيح للشركات الجديدة الدخول بسهولة أكبر إلى سوق الجيل الخامس الذي تُقدر تعاملاته ببلايين الدولارات من خلال التخصص في مكونات شبكة واحدة.

تتيح قابلية التشغيل التي تتميز بها شبكة الوصول اللاسلكي المفتوحة (Open RAN) لمجموعة متنوعة من الموردين توفير البرمجيات والمكونات والصيانة والإشراف، مما يزيد المنافسة ويحفز الابتكار ويحسن الشفافية ويقلل الأسعار. وهذا يعني أيضًا أنه يمكن استبدال المعدات من مورد غير موثوق به بسهولة أكبر.

تقوم الشركات بالفعل بنشر شبكات الوصول اللاسلكي المفتوحة (Open RAN) في الأسواق الرئيسية حول العالم، وتجري برامج تجريبية متقدمة في أميركا اللاتينية، بما في ذلك الأرجنتين وكولومبيا. ويمكن الآن لتكنولوجيا شبكة الوصول اللاسلكي المفتوحة (Open RAN) أن تضع البرازيل في طليعة ابتكارات تقنية الجيل الخامس في المنطقة.

وثمة فائدة أخرى من شبكات الوصول اللاسلكي المفتوحة (Open RAN)، ألا وهي زيادة الأمان الذي يعد أمرًا حيويًا نظرًا للمخاطر التي تشكلها شركة هواوي وموردي الاتصالات الآخرين المقيمين في جمهورية الصين الشعبية لأن قانون الاستخبارات الوطنية الصيني للعام 2017 يتطلب من الشركات الموجودة في جمهورية الصين الشعبية “دعم ومساعدة أعمال الاستخبارات الحكومية والتعاون معها” عند الطلب. وهذا يمنح جمهورية الصين الشعبية بشكل فعال القدرة على التحكم في الشبكات التي أنشأتها الشركات القائمة في جمهورية الصين الشعبية، وفقا لخبراء قطاع الاتصالات. وقد يسمح ذلك لجمهورية الصين الشعبية بالوصول المحتمل إلى البيانات الموجودة على الشبكات في البلدان الأخرى.

وقد صنفت الولايات المتحدة شركة هواوي على أنها تمثل خطرًا على الأمن القومي، ومنعتها من شبكات الاتصالات الأميركية. ومن بين الدول الأخرى التي اتخذت خطوات مماثلة أستراليا وألمانيا والمملكة المتحدة وكندا واليابان.

كما أن النهج المتمثل في استخدام شبكات الوصول اللاسلكي المفتوحة (Open RAN) يتوافق أيضًا مع جهود الولايات المتحدة والدول الشريكة في ضمان أن تعكس التطورات التكنولوجية القيم الديمقراطية. ويدعم المسؤولون من الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا اعتماد تقنية الجيل الخامس من خلال شبكات الوصول اللاسلكي المفتوحة من خلال شراكتهم المعروفة باسم المجموعة الرباعية.

أعلاه تغريدة باللغة البرتغالية على حساب السفارة الأميركية في البرازيل تتحدث عن حوار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان مع فابيو فاريا المسؤول البرازيلي عن الاتصالات حول الأمن السيبراني وشبكات الجيل الخامس

تدعم الولايات المتحدة الجهود الرامية لنشر البنية الأساسية اللازمة لوجود شبكة (5G) في البرازيل تكون آمنة وذات مصداقية.

وكان جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي قد اجتمع مع الرئيس جير بولسانورا وعدد من المسؤولين في الحكومة ورجال الصناعة البرازيلية يوم 5 آب/أغسطس لبحث عدد من القضايا العالمية، بما فيها جائحة كوفيد-19، وأزمة المناخ، والأمن الإلكتروني.

وقال سوليفان “حيث إن الولايات المتحدة والبرازيل هما أكبر ديمقراطيتين في النصف الغربي من الكرة الأرضية، فإن لهما مصلحة في نجاح كل منهما.”

وبعد الزيارة صرح هوان غونزاليس كبير المسؤولين عن الأمن القومي الأميركي في النصف الغربي من الكرة الأرضية بأن الاستثمارات المخططة للبرازيل في مجال تقنية (5G) وغيرها من التقنيات الناشئة يمكن أن تحدث تحولا في اقتصاد الدولة وأعرب عن دعمه لنظام الشبكات اللاسلكية المفتوحة المعروفة باسم (Open RAN) باعتباره أفضل أسلوب لكل من البرازيل والأرجنتين.

وأضاف غونزاليس يوم 9 آب/أغسطس “إنهم يحتاجون إلى بنية أساسية رقمية تكون آمنة ومرنة وفعالة من حيث التكلفة وتحرص على إشراك عناصر محلية جديدة. وهذا ما تعد به تقنية الشبكات اللاسلكية المفتوحة من الجيل الخامس.”